الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

اجتذاب داعش للنساء

كما يجتذب تنظيم داعش الإرهابي الرجال بالسيارات الفارهة والزواج من أربع نساء، فإنه يجتذب النساء الشابات أيضاً تحت مُسمى «عرائس الجهاد»، من خلال زعمه بتقديمه الحقوق التي كفلها الإسلام كما يدّعي الدواعش بعيداً عن القمع طالما يتم تقديم الواجبات المطلوبة منهن. وإذا وضعنا في الاعتبار الوثيقة الصادرة عن داعش مطلع العام الحالي لجذب شابات، فسنجد أنه لا مكان للإغراء بسلع استهلاكية أو بمنتجات ترفيهية، بل على العكس تماماً يحاول التنظيم جذبهن من خلال فكرة العودة للدور التقليدي للمرأة كفكرة كون المرأة ربة بيت وأم. هذه التفاصيل قرأتها مُؤخراً من خلال كتاب «المرأة في الدولة الإسلاميّة»، الذي يُعتبر كما قيل بمثابة الدليل الموثّق لكتيبة الخنساء النسائيّة، والتي ترجمته إلى اللغة العربيّة مؤسسة كويليام البحثية البريطانية، حيث تُصوّر المرأة بالصورة نفسها التي سادت حتى مطلع القرن العشرين في مجتمعات محافظة بالغرب. بالإضافة إلى تجميل شكل الحياة في المناطق التي يسيطرون عليها، من خلال تغييب الحديث عن وحشية التنظيم ضد الخارجين عنه أو ضد غير المسلمين أو رافضي الانصياع لأوامره. اللافت للنظر هو الاطلاع العميق على النقاشات الدائرة حول الإعانات المقدمة في الغرب للنساء بعد الإنجاب، إذ إن هناك إشارة مباشرة للمناقشات الدائرة حول هذه الأنواع من الإعانات، حيث تطرق الكتاب لهذه النقطة: «نرى أن حكومات بعض الدول تقدم رواتب وإعانات حتى تتمكن النساء من العودة للبيت وتربية الأبناء». موقف التنظيم من صورة المرأة في الإسلام، يشير إلى التوتر الأيديولوجي والانقسام، والذي يضع بدوره الإسلام السياسي في مأزق كبير يُضاف إلى التوترات المعروفة.