السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

نفوس مطمئنة

نظمت دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي ندوة طيبة تحمل عنوان: نفوس مطمئنة، حيث تم التطرق لموضوع الصحة النفسية من عدة جوانب ومنها الجانب الشرعي، وأرى بأن طرح مثل هذه المواضيع في غاية الأهمية في أيامنا خاصة، فمع ثورة التقنية والمعلومات وكثرة المشاغل والأعمال أصبحت بعض النفوس لا تعيش بطمأنينة وهدوء، فأمراض القلق والحزن والاكتئاب زادت عند الناس، فيشتكي بعضهم أنه لا يستطيع أن يعيش لحظات الفرح، فهو في حزن وألم لا يعرف سببه، فالنفس البشرية تمرض كما يمرض الجسد. ومن الخطأ الجسيم أن نظن بأن كل من يحتاج لدعم نفسي فيه شعبة من الجنون، فهذه فكرة ليس فيها شيء من الصواب، ولو تأملنا في هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع شرائح المجتمع كافة لوجدنا بأنه أولى الصحة النفسية جانباً مهماً من التوجيه والإرشاد، فهو يعلم الصحابة رضي الله عنهم كيفية التصرف عند الكرب والشدائد. فعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عند الكرب يقول: لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب السموات والأرض، ورب العرش العظيم. ففي الحديث إرشاد للدعاء والذكر عند الشدائد والكرب، فالدعاء من أسباب طمأنينة القلب وثباته وعدم جزعه، ولو أن بعض من تقلبت به الأحوال وشعر بتعب نفسي لجأ إلى الله وأكثر من ذكره سبحانه وتعالى لوجد لذلك أثراً طيباً على نفسه. وسمعت كثيراً من الناس أنهم مرت عليه بعض الظروف الصعبة فمع كثرة الدعاء والتوجه لله وجدوا طمأنينة عظيمة، ففرق بين من يتوجه إلى الله ويضرع إليه وبين من يكثر من الشكاية على كل صغيرة وكبيرة. وعلينا أيضاً أن نقدر حال من تغيرت عليه الدنيا فشعر بتعب وألم نفسي، فعندما يكون المجتمع متراحماً لا يسخر من أصحاب النفوس المتعبة، سنتعاون جميعاً لنصل إلى نتيجة طيبة، ولنتذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم: الكلمة الطيبة صدقة. ورب كلمة طيبة نوجهها لنفس متعبة يغير الله حالها فيحصل لنا الأجر العظيم بإذن البر الرحيم. [email protected]