من أسرار الهجرة

احتفل المسلمون قبل أيام بذكرى عزيزة غيرت مجرى التاريخ والإنسانية، إنها الهجرة النبوية المباركة التي تتزامن احتفالاً مع رأس السنة الهجرية، وكما هو معلوم فإن الهجرة تحققت في شهر ربيع، ولا أدري كيف تم ربطها مع رأس السنة الهجرية، لكن ما أعلمه، هو أن الزعيم المصري مصطفى النحاس هو من سن الاحتفال بمطلع العام الهجري، وقد ألزم الدولة المصرية بذلك ثم قلدتها الدول العربية والإسلامية، وأظنها سنة حسنة يستحق من أجلها النحاس تحية جديدة بجوار تحايا إنجازاته العظيمة وخصاله النبيلة. وفي الهجرة أتذكر شيخنا الراحل عبدالغني الجعفري تلميذ وخليفة الإمام الأزهري صالح الجعفري، إذ ينبهنا عبد ربه الغني إلى لفتة في الغار، حين سد سيدنا أبو بكر رضي الله عنه ثغرة في الصخر بعقبه فلدغته من داخلها حية، دمعت عينا الصديق ونزل ماؤها على خد النبي، وهنا خاطب الرسول الأعظم بأمر ربه وإذنه تلك الحية متسائلاً عن سبب لدغ صاحبه، فقالت: يا رسول الله ما لدغته إلا لأنه حجب عني خير البشر وسيد الأنبياء والمرسلين. وحين خاف أبو بكر من أن ينظر المشركون تحت أقدامهم فيكتشفون مخبأ الرسول الأعظم، قال له النبي «لا تحزن إن الله معنا»، ويفسر عبد ربه الغني تلك الحادثة بأنه حتى لو اكتشف المشركون مكان النبي وصاحبه فإن الله لن يخذلهما إما بطمس أبصار المشركين أو بكسر قوانين الطبيعة. [email protected]