الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

فوز تاريخي

بعد معاناة وسلسلة من الهزائم استمرت 11 أسبوعاً من انطلاقة بطولة دوري الدرجة الأولى الفرنسي الممتاز لكرة القدم (الليغ1) موسم 2015 ـ 2016 تذوق فريق غازليك أجاكسيو الفرنسي طعم الانتصار، بعدما أسقط السبت الماضي ضيفه نيس 3 ـ1 على ملعب أنجي كازانوفا في جزيرة كورسيكا جنوب شرقي فرنسا. ورفع الفوز رصيد أجاكسيو من النقاط إلى ست، قافزاً إلى المركز ما قبل الأخير، بفارق نقطتين عن فريق تروا المتأزم من جهته في مسابقة الموسم الجاري. بعيداً عن حسابات الصدارة والقاع، أشعل الفوز فرحة عارمة في عاصمة الجزيرة الكورسيكية أجاكسيو، وعدّ تاريخياً لجهة أنه أول فوز للفريق في مسابقة الدوري الفرنسي التي صعد إليها الموسم الجاري، وسط إعجاب الكثيرين بطموح الفريق مقارنة بإمكاناته والمدينة الصغيرة التي ينتمي إليها إذ لا يتجاوز عدد سكانها 66 ألف نسمة. وتمكن الفريق أيضاً من عرقلة الانطلاقة المثالية لفريق نيس في الجولات الأخيرة من الليغ بعد أن سجل أربعة انتصارات متتالية من عشر مباريات، وكان في طريقه إلى الانتصار الخامس توالياً لولا صحوة أجاكسيو المتأخرة. ومثل الانتصار أيضاً خيبة أمل كبيرة لنجم نيس العائد إلى التألق بعد غياب طويل بسبب الإيقاف حاتم بنعرفة، متصدر قائمة هدافي الدوري الفرنسي حتى الآن برصيد سبعة أهداف، إذ فشل في التسجيل في مرمى أجاكسيو ومنح فريقه الفارق في المباراة. وتزامنت خيبة حاتم بنعرفة مع تتويجه كأفضل مراوغ في الدوريات الأوروبية الخمسة الموسم الجاري، متساوياً مع نجم برشلونة الإسباني المصاب الأرجنتيني ليونيل ميسي برصيد 39 مراوغة ناجحة، بحسب موقع أوبتا للإحصاء الرياضي، ومتفوقاً على الجزائري نجم ليستر سيتي الإنجليزي رياض محرز، والمغربي نجم ليل الفرنسي سفيان بوفال برصيد 35 مراوغة ناجحة. فرحة لوري تحوّل مدرب فريق غازليك أجاكسيو الفرنسي تيري لوري إلى بطل حقيقي في مدينته بعد الانتصار، حيث اقتنع الجميع أخيراً بفلسفته التي يقود بها الفريق، والمتمثلة في مطالبته جماهيره بالصبر على لاعبي الفريق لأطول فترة حتى يتعود الجميع على تنافسية الليغ1، وإصراره على تشكيلة ثابتة بخطة واحدة (4 ـ 4 ـ 2)، إضافة إلى رهانه على خماسي الفريق (المدافعان رودريك فيلبي وديفيد دي كورتيو، وثلاثي الوسط محمد وائل العربي وداميان يوكوفيتش وغريغوري بويول)، إذ نجح ثلاثة من هؤلاء في الوصول إلى مرمى حارس فريق نيس يوهان كاردينال. ويعد المدرب لوري العدة الآن لمفاجأة جماهير المدينة بمزيد من التطور في مستوى الفريق في الفترة المقبلة، في ظل الحماس الكبير الذي أبداه مساعداه في الجهاز الفني للفريق وأيضاً اللاعبون من أجل تحدي جميع الصعوبات ومواصلة الانتصارات، على الرغم من الميزانية الضئيلة للفريق والتي تعد من أصغر ميزانيات الفرق الفرنسية المشاركة في دوري الليغ1 الموسم الجاري. سلبيات أزاح الانتصار الأخير لأجاكسيو النقاب عن الكثير من المثالب في صفوف الفريق، والتي تعد في رأي النقاد بادرة أزمة حقيقية في الفترة المقبلة، وهي الانخفاض الكبير في مستوى هجوم الفريق أمام أجاكسيو والمباراة التي سبقتها، إذ لم يسجل رماة الفريق سوى سبعة أهداف من 11 مباراة، أحرز معظمها لاعبو الوسط والدفاع، ما فتح باب التساؤل حول تركيز المدرب لوري على خطي الظهر والوسط وتجاهله خط الهجوم. وتتطلب الفترة المقبلة الكثير من التركيز على الهجوم لضمان استمرار الانتصارات وتفادي عودة النكسة وسيناريو شبح هبوط الفريق إلى حيث كان. مفارقات حملت المباراة الأخيرة مفارقات طريفة وهي تسجيل مدافع غازليك أجاكسيو رودريك فيلبي هدفاً عكسياً في شباكه في الدقيقة الـ11، وتعويضه بهدف لفريقه في الدقيقة الـ 32، ليصنف بذلك أول لاعب يسجل في مرمى فريقه ومرمى الخصم في دوري الموسم الجاري. في إطار عام، جاء فوز غازليك أجاكسيو ضمن الجولات الأربع الأولى في الليغ1 التي شهدت اعتماد وتطبيق تقنية خط المرمى، وذلك بعد المطالبات الملحة لكل من أندية نيس ومونبلييه ورين، على الرغم من عدم قابلية ملعب غازليك لاستيعاب التقنية نسبة لصغر حجمه وجهوزيته. واعتُبر هدف مونبلييه الأول، في مرمى فريق باستيا على ملعب الأول، هو أول هدف ترصده التقنية أثناء المباراة التي انتهت بفوز مونبلييه بهدفين نظيفين.