السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

هذا الابن دوخني

هذه الرسالة من أحد القراء أعطيها أولوية بطرحها، لأنها تحكي مع الأسف واقعاً موجوداً في مجتمعاتنا العربية، ودون الدخول في نسب محددة حول وجودها وحجم انتشارها، إلا أنه من المؤكد أنها بطريقة أو أخرى يمكن ملاحظتها .. تقول رسالة هذا الأب، لدي ابن، كثير الحركة، وأيضاً كثير الكلام، وفي اللحظة نفسها كثير البكاء، وصل الحال بنا، في أحيان لإعطائه حبوباً منومة. حسنا لنسأل كم عمر هذا الابن، الذي يتحدث عنه هذا الأب، قد يفاجئكم إذا علمتم أنه لم يتجاوز الرابعة من العمر. أب يشكو الحركة الدائمة لطفله وكثرة الكلمات التي ينطقها .. وبكاءه، وهذا الطفل لم يتجاوز الرابعة، هل يوجد شيء غريب في الموضوع؟ طفل ويتحرك ويلعب، ونحن نعلم أن الأطفال في هذه السن كثيرو الحركة، بل يتعلمون بالحركة وهم أيضاً يكثرون من الكلمات، وبالمناسبة فإن هذا الطفل الذي يشكو منه الأب قد يكون عبقرياً أو على درجة لا بأس بها من الذكاء، حيث يقول والده بأنه يتحدث كثيراً، بمعنى أنه على الرغم من حداثة سنة إلا أنه تمكن من جمع الكثير من المفردات اللغوية، التي جعلته يتحدث بطلاقة مثل الكبار. هذا الطفل يحتاج للاحتواء والتشجيع والرعاية، وليس الترهيب، لأن الأبوين إذا وصل بهما الحال لإعطاء طفلهما حبوباً منومة فقد استنفدا الوسائل الأخرى مثل التهديد والضرب للجمه ومحاولة إسكاته، وأكاد أقول هذه جريمة جسيمة في حق الطفولة، بأن يغذى جسد هذا الصغير بحبة منومة .. أقول لهذا الأب اتقِ الله، واترك العنان لطفلك باللعب والحديث دون إسكات، اترك لصغيرك طفولته لينعم بها بعفوية وهدوء دون إسقاط عقدك عليه، دون التحكم بتفكيره وطريقة حياته، أيها الأب إنك ترتكب خطأ فادحاً بحق الطفولة وبحق فلذت كبدك..