الثلاثاء - 14 مايو 2024
الثلاثاء - 14 مايو 2024

متوارون في الحياة والدراما

أكد أدباء ومثقفون أن الأدب العربي مقصر في حق ذوي الاحتياجات الخاصة، ولم يتناول قضاياهم وهمومهم بالقدر الكافي، مشيرين إلى أن الأدب يفتقد ويفتقر إلى كتابات حقيقية تلامس هذه الفئات. وشددوا على ضرورة أن يضطلع الكاتب العربي بمسؤوليته تجاه الكتابة عن هذه الفئة وبشكل إنساني توعوي، موضحين أن ما يمسهم نادر جداً وأقل من نادر. ولفتوا إلى أنه حتى عندما يتطرق مؤلفون إلى هذه الفئة في الأدب أو الدراما يكون من جوانب سلبية أكثر منها إيجابية ومن باب السخرية والكوميديا، متسائلين أين إنسانية من يكتبون أو يظهرون هذه الفئات بهذه الكيفية؟ بدورها، أعربت الكاتبة أسماء الزرعوني عن أسفها لعدم اهتمام الأدب العربي بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، حتى في الإمارات لا يوجد اهتمام من قبل الكتاب بهم، مؤكدة على افتقار الساحة الأدبية لأي نتاج أدبي يتطرق إلى هذه الفئة. وأوضحت أنه على الرغم من وجود بعض الكتب المكتوبة بطريقة بريل، إلا أنه لا توجد كتابات أدبية تخصهم، كما أنها تعاقب نفسها كثيراً ككاتبة إماراتية لعدم طرح إصدار عن هذه الفئات. وأشارت الزرعوني إلى أن الأدب حالياً يفتقد ويفتقر إلى كتابات حقيقية عن هذه الفئات، متمنية وجود توعية أكثر، وأن يصل الكاتب العربي إلى مستوى المسؤولية تجاه الكتابة عن هذه الفئات، فالأدب إنساني ولا بد من النظر إلى إنسانيتنا عبر تأليف كتب تلامس حياة هذه الفئات. وأبدت دهشتها من تناول الأدب لجميع الفئات حتى مدمني المخدرات، وابتعاده عن واقع ذوي الاحتياجات الخاصة، مؤكدة أن الأدب لا بد أن يكون بناءً هادفاً ويتناول هذه الفئات بنظرة إيجابية. من جانبه، أفاد الإعلامي عبدة الرحمن نقي بأن الأدب العربي لم يتناول هذه الفئات قياساً بأعدادهم في المجتمعات، إذ ينبغي على الكتاب أن يكونوا محفزين لتقبل المجتمع لهؤلاء والمساعدة في دمجهم، وإزالة الحياء الجاهل الذي يتملك أسر أحد أبنائها من ذوي الاحتياجات الخاصة. وأكد أنه لم يحضر حتى اليوم أمسية شعرية مخصصة لغير المبصرين، كما لم نجد منشطاً ثقافياً موجهاً لذوي الإعاقة. وأرجع نقي عدم اهتمام الأدباء بهذه الفئات إلى قلة الحضور المجتمعي للمناشط الثقافية، فما بالنا إذا كانت لذوي الاحتياجات الخاصة، لافتاً إلى أن منهم أفراداً لهم حضور قوي في جميع المجالات. أما الكاتب إبراهيم مبارك، فيرى أن الأدب لا يفرق بين البشر في التناول، إلا أن النصوص الدرامية من الممكن أن تفرق، مشيراً إلى أن ما اطلع عليه من النتاج الأدبي كان إيجابياً، وأن هناك تقديراً لأبناء هذه الفئات، لكن الدراما تبالغ عند تصويرهم على أنهم معجزات وأبطال.