الثلاثاء - 14 مايو 2024
الثلاثاء - 14 مايو 2024

تشكيل بخطوط فوضوية

ازدانت أروقة جامعة الشارقة بـ 23 لوحة تشكيلية أبدعتها أنامل الفنانة الفلسطينية زهى فارس ياسين، صورت عبرها الإنسان بمختلف حالاته وأوضاعه، متنقلة بين القلق والانتظار، الحب والاعتذار، التشويش والمواساة، الخيبة والانكسار. تحاول ياسين عبر لوحاتها أن تنقب عن الذات والمستقبل والرغبة في وضع بصمة جديدة تضاف إلى الحركة التشكيلية الفلسطينية، وهي تعبير عن التزام الإنسان بظروفه وأحواله وأوضاعه. تعبر الأعمال عن تجربة فنية تجريدية بخطوط فوضوية عشوائية تشبه الزجاج المعشق، لتعطي شكلاً جمالياً وتعبيرياً داخل اللوحة. وتأتي هذه الأعمال ضمن مهرجان الفنون التشكيلية «تحت ظلال النخيل» الذي احتضنت جامعة الشارقة دورته الثانية، وينظمه المرسم الجامعي في عمادة شؤون الطالبات بالتعاون مع المركز الثقافي العربي في منطقة النخيل ـ كليات البنات. تتميز اللوحات التي رسمتها زهى ياسين بإبرازها للحالات الإنسانية، وفوق كل هذا تلخص المعاناة في نقلها عبر المعابر والجسور ونقاط التفتيش المرهقة. وأوضحت الفنانة الفلسطينية أن الشارقة أول من احتضن أعمالها، إذ عرضت أخيراً في النادي الثقافي العربي 26 لوحة جاءت تحت عنوان «حالات إنسانية» وجميعها تصف الإنسان في مختلف حالاته وأوضاعه وظروفه. ويعد المعرض منشطاً فنياً وجدانياً تتحدث فيه عن المشاعر الإنسانية بعموميتها، ولا وجود للسياسة لا من قريب ولا من بعيد في تلك الأعمال. وحملت اللوحات طابعاً عالمياً، إذ تتضمن أفكاراً وجدانية وهو ما يعكس تجربتها البصرية العميقة بالألوان المائية، مؤكدة أن أكثر ما يعيق الإنسان عن الإنجاز مشكلاته النفسية وتداعيات الخوف والقلق لأن الإنسان كتلة من المشاعر. ولا يغيب العنصر النسائي عن لوحات ياسين، فالمرأة الفلسطينية في أعمالها كما هي عليه في الواقع، صابرة ومقاومة بطرقها الخاصة، إذ تعكس دور المرأة الفعال النشط في فلسطين. وحملت إحدى لوحات التشكيلية الفلسطينية عنوان «فسحة أمل» تصفها بأنها حالة لونية فنية، إذ تقف المرأة شامخة مرفوعة الرأس متوشحة بشالها الأخضر في دلالة على العطاء والأمل. أما لوحة «إيحاءات مقدسية» فتضم سيدة تحمل الرموز التراثية التي يحاول الاحتلال طمسها، منها المفتاح الذي يرمز إلى العودة للوطن، الطير الذي يعبر عن السلام والأمن والأمان.