الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

الهزيمة في معركة الفقر

الانتصار على الفقر وإنقاذ ملايين البشر في مختلف أنحاء العالم من براثن المرض أهم ما ميّز العقد الماضي بفضل النمو الاقتصادي القوي، ولكن يبدو أن العالم يخسر مجدداً معركته مع الفقر الذي يأخذ اليوم باليسار ما أعطاه بالأمس باليمين. وهذه النتيجة هي خلاصة تقرير آفاق نمو الاقتصادي العالمي لعام 2016 الذي أصدره البنك الدولي، وخلص فيه إلى أن معدلات النمو الاقتصادي ستتباطأ في 2016 إلى 2.9 في المئة، مقارنة بـ 2.4 في المئة في 2015. ويرجع هذا التدهور بصفة أساسية إلى تضرر البلدان النامية التي تضم 40 في المئة من فقراء العالم من انهيار أسعار المواد الخام الأولية في الأسواق العالمية، وتقلص حركة التجارة العالمية، ونزوح رؤوس الأموال الأجنبية وتقلبات الأسواق المالية العالمية. ويعود جانب كبير مما يحدث للدول النامية إلى عملية إعادة التأهيل التي يمر بها الاقتصاد الصيني للانتقال من اقتصاد يقوم على التصدير إلى اقتصاد يقوم على الاستهلاك المحلي، ما يعني تراجع الطلب على المواد الخام الأولية التي تعد المصدر الأساسي لدخل الدول النامية. وزاد الطين بلة أن عملية إعادة تأهيل الاقتصاد الصيني تزامنت مع رفع أسعار الفائدة الأمريكية للمرة الأولى منذ عشر سنوات، وهذه الخطوة لن تؤدي فقط إلى خروج رؤوس الأموال من الدول النامية، وإنما سترفع أيضاً تكلفة الاقتراض وتحد من قدرتها على تمويل مشروعاتها. وما يحدث للدول النامية لا يعني فقط أن الفقراء أكثر المتضررين عندما يتراجع الاقتصاد العالمي، وإنما يعني أيضاً أنهم سيكونون آخر وأقل المستفيدين عندما تعود الأمور إلى التحسن، وهذا معناه تبخر آمال عشرة في المئة من سكان العالم الذين يعيشون على أقل من دولار واحد يومياً في الإفلات من قبضة الفقر.