الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

حلــــم رئاسة يويفا

على الرغم من المسيرة الطويلة في المستطيل الأخضر والحافلة بالإنجازات والألقاب لمهاجم المنتخب الفرنسي السابق ديفيد تريزيغيه، فإنه لا يزال ناقماً على الختام السيئ ـ في رأيه ـ لمغامرته الدولية مع الديوك، بعد أن تخطاه اختيار المدرب رايموند ديمونيك في 2010. وهو ما اعتبره تريزيغيه عدم احترام لتاريخه وتضحياته مع المنتخب الذي ظهر معه في 71 مباراة سجل فيها 34 هدفاً في الفترة من 1998 ـ 2008، إضافة إلى أحقيته فنياً بذلك بعد تألقه في صفوف يوفنتوس الإيطالي في الفترة ذاتها. ولم يستطع تريزيغيه تجاوز اللحظة الفارقة والمؤثرة، إذ كثيراً ما توقف عندها في أي لقاء صحافي، إلى جانب تسليطه الضوء عليها في كتابه الذي صدر أخيراً تحت عنوان «سماء زرقاء»، وهو الكتاب الذي صاغ مقدمته زميله في المنتخب الفرنسي تيري هنري، وتناول السيرة الذاتية لتريزيغيه ومشواره الكروي. الآن، وبعد تدوينه سيرته الذاتية، يخطط تريزيغيه (38 عاماً) لطَرق أبواب جديدة، إذ كشف لصحيفة لوموند الفرنسية في حوارها معه الخميس الماضي عن رغبته في تولي رئاسة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، إضافة إلى أسرار أخرى تطالعونها في الأسطر التالية. اتجه الكثير من نجوم فرنسا المتوجين بمونديال 1998 بعد اعتزالهم اللعب إلى تدوين سيرتهم الذاتية، وبات الأمر أشبه بضرورة ملحة، هل هي فعلاً كذلك؟ ـ بالطبع، هناك حياة أخرى بعد كرة القدم تستحق أن تروى، لكن ما يحدث هو أن كل نجم يعتزل يجد ذاكرته محتشدة بالكثير من المشاهد التي عايشها أثناء مشواره الكروي، من مدربين ونجوم، ثنائيات وصداقات، ولحظات حب جماهيري، لذا يحاول تدوينها في الحال، وبالنسبة لي حاولت أن أخرق ذلك بعض الشيء، وسلطت الضوء في نصف كتابي «سماء زرقاء» على نشأتي في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، وبعضاً من مظاهر حياتي في الدولة التي تبنتني ومنحتني جنسيتها. ولدت في مدينة روان الفرنسية، ونشأت في بوينس آيرس قبل أن تعود مع أجدادك مرة أخرى إلى فرنسا، هل كان لهذا الترحال أثر في مسيرتك الكروية؟ ـ نعم، هذا منحني القوة التي لعبت بها طوال مسيرتي ما بين سن العاشرة، حيث تفتح وعيي في الأرجنتين، والـ 17 بعد أن عدت إلى فرنسا تكونت عقليتي الاحترافية التي دفعتني إلى الاستمتاع بكرة القدم كمزيج بين الهواية والاحترافية، كنت في بوينس آيرس أتعامل مع كرة القدم باعتبارها هواية، وعندما أتيت إلى فرنسا في 1995 تغير الكثير، تعلمت الانضباط والاحترافية، هذا التباين ميّزني كثيراً، كذلك لا أنسى تجربة أخرى أمضيتها في إيطاليا مع يوفنتوس من 2000 ـ 2010 هذه أيضاً لها أثر كبير في مشواري. كيف طورت مهاراتك الهجومية في الأرجنتين؟ ـ منذ بدايتي مع فريق بلاتنس الأرجنتيني في 1994، لم أكن سريعاً بما فيه الكفاية، لذا حاولت منذ ذلك الحين تطوير سرعتي، وركزت على الجانب الذهني، جرّبت الكثير من مراكز اللعب، ووجدت نفسي في مركز الهجوم. لماذا اخترت الانضمام إلى المنتخب الفرنسي، وقبل ذلك نيل الجنسية في 1995؟ ـ طموحي كان حصد الكثير من الجوائز في أوروبا، إضافة إلى تعلقي بفرنسا منذ حضوري إليها، والدي (جورج) كان هو الآخر له دور في ذلك، كان لاعباً في فريق روان الفرنسي، وكثيراً ما شجعني للعب للديوك. في 1995 كنت قريباً من التوقيع لسان جيرمان، لماذا تحوّلت إلى موناكو؟ ـ عندما أتيت إلى باريس في ذلك التاريخ كانت عائلتي تقطن في العاصمة، رشحني الكثيرون للانضمام إلى بي إس جي، وبالفعل أمضيت معه شهراً، وكان وقتها يشرف عليه المدرب لويس فرنانديز، لكن أعاقت بعض العقبات الفريق عن إكمال قيدي، ليس صحيحاً عدم اقتناع الفريق الباريسي بمستواي، فريق موناكو كان الأكثر جدية لذا انتقلت إليه. مهاجم الديوك الآخر تيري هنري أثناء تقديمه لكتابك امتدح كثيراً مشوارك الكروي ووصفه بالمتماسك والمسنود دائماً برغبة قوية في الاستمرارية، ما تعليقك على ذلك؟ ـ هنري هو صديقي المقرّب، وهو بالطبع لاعب استثنائي، يعرفني جيداً، وكان السبب الرئيس في تعودي على أجواء اللعب في موناكو، وأيضاً في المنتخب الفرنسي الشاب ومن بعد في الأول، ميزاتنا الفنية متكاملة لذا كثيراً ما اعتمد علينا المدربون في أي تشكيلة، ما أمتلكه أنا ينطبق عليه أيضاً من دون شك. في إطار كتابك دائماً، أفردت مساحة كبيرة فيه لتجربتك مع منتخب الديوك، ولم تبد رضاءك عن مغادرته، ما سبب ذلك؟ ـ في 2008 لم أتفق مع مدرب رايموند دومينيك، لذا تخطاني في الاختيار وفضّل علي الثنائي نيكولا أنيلكا وبافيتيمبي غوميز، على الرغم من أنني كنت خارجاً من موسم مميز جداً مع اليوفي في الكالشيو أحرزت فيه عدداً من الأهداف، فضلت عدم الاصطدام معه لئلا أفقد احترامي، وأمسح تاريخي الباهر مع منتخب الأحلام الفرنسي. الآن، لدي قناعة راسخة بأن دومينيك تسبب في خروج منتخب فرنسا من يورو 2008، وعلى الرغم من ذلك قرر الاتحاد الفرنسي الإبقاء عليه، حتى اكتشف أمره في 2010، لم يكن الأمر يعنيني في شيء، بقدر ما كنت أتمنى أن أنهي مشواري مع المنتخب الفرنسي بصورة مغايرة. ما خططك المستقبلية، وهل ترغب في الدخول إلى عالم التدريب أسوة بالكثير من زملائك؟ ـ لا، أنا شغوف بالعمل الإداري، لدي نموذج ملهم في هذا الاتجاه، وهو نادي يوفنتوس، عملت مع رئيس النادي الإيطالي الحالي أندريا أنغيلي، أوكل إليّ الكثير من المهمات المتعلقة بالترويج لليوفي في عدد من القارات، إضافة إلى جلب رعاة عالميين للفريق، كانت مهمة رائعة، لا أزال أضطلع بها، وأعتقد أنني نجحت في ذلك. حلمي الآن هو تولي رئاسة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، أعتقد أنه في ظل معاناته الحالية يحتاج إلى من يعيد إليه سمعته ويلمّع صورته، أنا مؤهل لذلك.