الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

النقص الشديد

تدور أحداث الفيلم الكوميدي «النقص الشديد» حول أسباب الأزمة المالية التي عصفت بالعالم عامي 2007 و2008، وتظهر على مدى 130 دقيقة، التقاء أبطاله في نقطة واحدة واكتشافهم المكاسب والخسارة التي يسببها تراكم سوق الإسكان والائتمان، وإحداثه فقاعة مالية لا أصل لها. واستطاع كل من مايكل بيري (كريستيان بايل) وجاريت فينيت (ريان جوسلينج) ولويس رانيري (رودي أيزنزوف)، الوقوف على مخاطر قروض الإسكان وتعامل كل منهم معها بطريقته. والفيلم الذي أخرجه وشارك في تأليفه آدم مكاي، مأخوذ عن كتاب صدر عام 2010 ويحمل اسم «النقص الشديد» للكاتب مايكل لويس. وتبدأ الأحداث عام 2005، حين ينتبه مدير صندوق الاحتياط غريب الأطوار مايكل بيرى، إلى أن سوق الإسكان في الولايات المتحدة غير مستقر ويهدد أوضاع البلاد المالية، وأن قروض الرهن العقاري ذات مخاطر عالية جداً، لعدم قدرتها على توفير عوائد مستقبلية ستبدأ بالهبوط شيئاً فشيئاً، متوقعاً انهيار سوقها في الربع الثاني من عام 2007. ويفكر بيري في كيفية الاستفادة من هذا الوضع، عبر خلق مبادلة العجز الائتماني في السوق، ما يسمح له بأن يراهن على سوق الإسكان، فيبدأ بزيارة الكثير من البنوك العالمية لإقناعهم بفكرة أن سوق الإسكان آمن، ويقبلون اقتراحه ما يثير غضب عملاء بيرى الذين يعتقدون أنه يهدر أموالهم، ويطلبون منه التوقف عن مساعيه المجنونة، لكنه يرفض، ويصر على رأيه. ويحاول بيري إقناع عملائه بأن الوقت المتوقع لانهيار سوق الإسكان أصبح وشيكاً، وأن من مصلحتهم المراهنة عليه، لكنهم يفقدون ثقتهم به ويهددونه بسحب أموالهم. ويضطر إلى وقف عمليات السحب، على الرغم من أن سوق الإسكان ينهار فيما بعد حسب توقعاته، محققاً أرباحاً 489 في المئة من الخطة المالية التي وضعها في البداية. ويسمع رجل الأعمال جاريد فينيت بنظرية بيري عبر أحد المصرفيين ويقتنع بها، ويستقصي لمعرفة تفاصيل إجراءاتها، وسرعان ما يدرك أن تنبؤات بيرى حقيقية، فيقرر وضع حصته الخاصة في سوق مقايضة الائتمان الافتراضي. وعلى الرغم من التحذيرات التي وجهها مدير قسم الاحتياط باوم (ستيف كاريل) له، إلا أن لا أحد من المسؤولين يرد عليه، ويفكر في الانضمام إلى فينيت والحصول على مكاسب من انهيار سوق العقارات الوشيك، فيستثمر في التزامات الدين المضمونة، وحزم مالية مختلفة لمجموعات من القروض الضعيفة. ويحضر باوم منتدى التوريق الأمريكي في لاس فيغاس، ويلتقي رجل أعمال متخصصاً في التزامات الدين المضمونة، ويتأكد من أن ما يحدث سلسلة من المراهنات الكبيرة التي تتزايد مع القروض الخاطئة التي تُسجل. ويتيقن من أن حجم التزوير الحاصل سيؤدي إلى انهيار كامل للاقتصاد الأمريكي، فيخبر شركاء أعماله بذلك ويقنعهم بالمضي قدماً في مقايضة العجز عن سداد الائتمان، والاستفادة من الوضع على نفقة البنوك. بدورهم، يقرأ مستثمرون ماليون، شابين تشارلي جيلر (جون ماغارو) وجيمي شيبلي (فين ويتروك) مقالاً كتبه فينيت، فيقتنعان بالفكرة ويقرران المشاركة في مقايضة العجز عن سداد الائتمان، ولأنهما لا يتمتعان بالخبرة الكافية لعقد مثل هذه الصفقات المعقدة، فيطلبان المعونة من مصرفي محنك متقاعد، بن ريكريت (براد بيت). وعلى الرغم من جميع المحاولات لاستقرار الاقتصاد، تحدث الأزمة ويستفيد بيري وأبطال الفيلم، ولكن معظمهم يتنازل عن الثراء الفاحش باعتبار المال المكتسب، جاء على حساب مواطنين آخرين مظلومين.