الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

خبز وورود

هل يعقل لحشد من النساء يندفعن في الشوارع حاملات خبزاً يابساً ووروداً إلا أن يستوقف ذوي القلوب الجبارة خاطفاً أبصارهم؟! هو سلوك دافئ سلكته عاملات النسيج تعبيراً عن الثورة تجاه الظلم عام 1908 سبقته احتجاجات مماثلة في نيويورك، فأضحى المنارة ليوم عالمي يحتفل به العالم في الثامن من مارس عنواناً يوحي بالخصوبة المتّقدة في المرأة والربيع. الشرارة الأولى أشعلتها المرأة الأمريكية في ثورتها ضد المجتمع والظروف اللاإنسانية المجحفة بحقها كعاملة، لتحتذي بها نساء أوربا مما أجبر المسؤولين السياسيين على أخذ هذه الاحتجاجات بعين الجدية، ورصدوها كحقوق للمرأة على قوائم أعمالهم بخاصة حين انضمت نساء الطبقة المتوسطة إليها مطالبات بالمساواة، والإنصاف الاجتماعي. وجاءت كثير من الروايات في تلك الفترة مصدراً توثيقياً، وانعكاسياً لآلام وهموم النسوة في ذلك الزمان كان منها بطلة الرواية الفرنسية «بائعة الخبز» للكاتب الفرنسي «كزافييه دومونتبان» التي تشف عن مرارة الظلم والحرمان اللذين أشعلا فتيلة ثورة أزهرت تغييراً لمس خلال التراتب الزمني لسجل الحضارة الإنسانية. ولكن هل يصدق الحديث أن المرأة نالت ما كانت تصبو إليه، بينما ما تفتأ وقوداً للثورات وصراعات الساحات البشرية، والذي بلغ اغتصاب جسدها والمقايضة به بين تجار الحروب، وحولها إلى شريد في المنافي والقيافي، وماذا يمكن القول في العنف الأسري المنتشر في البلدان قاطبة ما بين عجم وعرب؟! أنّى اتجهت تسمع المرأة تنوء بالشكوى ذاتها من استغلال وإكراه وتعامل قاس، لكن ذلك لا يمنع من انفتاح ثغرات ترى النسوة فيها رائدات في مجتمعات جعلت منهن الشريك الفاعل المنتظر. في يوم المرأة العالمي دعوة للمستضعفات إلى إحياء ثورة الخبز والورود، ولكن هل من مكترث؟ [email protected]