الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

رعد الشمال

ربما تكون المناورة التي جرت في المملكة العربية السعودية، بمشاركة عشرين دولة على رأسها الإمارات، هي الكبرى في تاريخ العرب. ومن متابعتي لحيثيات المناورة، لفتني ما أشارت إليه أكثر من وسيلة إعلامية، التدريب على مواجهة المليشيات والجيوش غير النظامية. ووجه الملك سلمان رسالة واضحة: مناورة رعد الشمال رسالة إنذار لقوى الشر. حسناً، فلنتحدث إذن عن قوى الشر، أي تلك القوى التي استهدفت الدول في منطقتنا واختطفت الدين، إننا نقصد عملة واحدة بوجهين: الإرهاب وإيران. ما دخلت إيران بلداً عربياً إلا انصرف أهله عن التنمية ومحاربة العدو إلى الاقتتال الأهلي، تفتت الدولة، سطوة المليشيات، تغول الطائفية والتطرف المضاد. من القاعدة إلى داعش تتعاظم الجريمة، إساءة مزدوجة إلى الأوطان وإلى الإسلام، لو اتفق أعداء الإسلام على خطة لتشويه الدين، ما كانوا ليصلوا إلى نتائج داعش والقاعدة. إن فصل المعركة مع إيران عن المعركة مع الإرهاب، سيقوي الإرهاب وإيران معاً، اسأل نفسك سؤالاً واحداً: لماذا تقوى داعش في المناطق التي تطفلت عليها إيران؟ والجواب ببساطة أن إيران دولة راعية للإرهاب، إما بالدعم المباشر، أو بتشريع وجوده عبر ممارساتها الطائفية. في السنوات الماضية، شاهدنا انحداراً مريعاً، للأسف سقطت دول كاملة في مصيدة الإرهاب وإيران، لذلك من الطبيعي أن تنتقل مسؤولية هذه الملفات إلى الجيوش، فكانت «رعد الشمال». والمبشر هو هذا الوعي العابر للدول العربية والإسلامية بضرورة الوحدة وخطورة المرحلة. [email protected]