18 دقيقة

لا يستطيع الإنسان إقناع غيره بفكرة ما إن لم يكن مقتنعاً بها تماماً. ولا يستطيع كذلك التأثير في غيره، إذا لم يكن هو ذاته قد تأثر بالحالة التي هو بصدد إيصالها للآخرين. الأمر كله إذن، متعلق بالمرء نفسه، وقدرته على التأثير وإقناع غيره، والوقوف على الملأ بثقة والحديث بصدق. في موقع (تيد) المتخصص بالمؤتمرات العالمية واسعة الشهرة والهادفة إلى نشر الأفكار المميزة حول العالم، تحت شعار: أفكار تستحق الانتشار، نلاحظ كيف يُلهم المتحدثون عواطف مستمعيهم ومشاهديهم، بالمحاضرات والمناقشات المؤثرة المنشورة عبر موقعهم الخاص والمترجمة إلى لغات عدة، تلك النقاشات التي تحظى بمتابعة الملايين وتأسر أفئدتهم ببراعة المختارين للحديث وقوة تأثيرهم في المستمعين، بما يروون من تجارب وقصص وحوارات عميقة وموحية في الآن ذاته. البرنامج الذي تعاقب كثير من المشاهير والزعماء على منبره: لإلقاء أهم خطبة في حياتهم، يحوي الكثير من الأسرار التي أهلّتهم ليحتلوا هذه المساحة ويواجهوا العالم بكلماتهم الموحية. من ثقة في النفس، وصدق التجارب وعمقها، وأفكار خلاّقة، ومرح مشاع على المتحدثين. وقد يكون السر الأكبر في براعة البرنامج والمتحدثين على السواء: مدة الثمانية عشرة دقيقة فقط المتاحة أمام كل متحدث، يقول المسؤولون: هذه المدة ليست بالقصيرة بل هي مدة كافية تتيح للمتحدث عرض تجربته بصدق وانتقاء النقاط الأساسية التي يريد مشاركتها الآخرين، كما أنها تسمح للمستمعين بتجاوز الشلل المعرفي الناتج عن احتشاد المعلومات، وإيجاز الكلام بأفضل العبارات وأشدها تعبيراً. 18 دقيقة تختصر الحياة. [email protected]