الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

شراكة لغوية

هاجس المحافظة على اللغة يسيطر على الواعين خوفاً من أن تضيع اللغة عن ألسنة أهلها، إذ إن ضمان استمرار قوم ومحافظتهم على هويتهم، منوط باللغة التي يتحدثونها ومدى استيعابها لمتطلباتهم وتمشيها مع حاجاتهم. واللغة العربية من اللغات الحية التي حافظت قروناً طويلة على وجودها، حفظها القرآن الكريم وعلومه، وحفظته قواعدها .. في علاقة تبادلية قلما وجدنا لها مثيلاً في الماضي، وتتبدى اليوم في المبادرات المحمودة المشهود لها جدتها وحيويتها وملاءمتها للعصر السريع، بدءاً من لجنة تحديث اللغة العربية، وتعيين 2016 عاماً القراءة، ومبادرة لغتي ومشروع تحدي القراءة العربي، وصولاً إلى أثر ذلك كله في ما تشهدته الدولة ومؤسساتها من وعي ونظريات تعليمية لغوية جديدة باتت تطرح بجرأة على المنابر، وتنظر إلى طرائق تدريسية جديدة للنهوض باللغة وحمايتها ما أمكن. مؤتمران في أسبوع واحد، انعقدا في جامعات الدولة، الأول مؤتمر جامعة الشارقة «اتجاهات حديثة في تعلم اللغة العربية وتعليمها»، والثاني مؤتمر جامعة زايد «تدريس اللغة العربية في مؤسسات التعليم العالي .. الواقع والمأمول»، إذ اجتمعت نخبة من أساتذة اللغة وعلومها لمناقشة المسألة، وإيجاد الحلول. المدرسة والجامعة هما المكان المستهدف من هذه النظريات والطرائق، لكن مكاناً آخر يعد شريكاً أساسياً في القضية: وسائل البث بأنواعها، ومراقبة البرامج الحوارية والإخبارية والثقافية وضبط لغتها، ومواقع التواصل الاجتماعي وعصرنة اللغة المنشورة وإيجاد موازنة سليمة بين لغة التفكير ولغة الكلام ولغة الكتابة، إذ إن شباب اليوم يتلقى ثقافته من هذه الوسائط أكثر مما يتلقاه في الجامعة، وتأثيرها في لغته أوضح، والمسؤولية تقع على عاتق الجميع، ما دمنا شركاء في اللغة. [email protected]