السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

جوكر الدفاع

أسهم ديفيد ألابا، من مركزه الجديد باعتباره متوسط دفاع، في الفوز التاريخي الذي حققه بايرن ميونخ على يوفنتوس الأربعاء الماضي ضمن دوري أبطال أوروبا بأربعة أهداف، بعد أن كان متخلفاً بهدفين. وكان أوتمار هيتزفيلد المدرب السابق لبايرن ميونخ وصفه بأنه «هدية من السماء»، ووصف بيب غوارديولا مدرب البايرن الحالي لاعبه المنقذ بأنه «نجم المستقبل وفي تاريخ البايرن». أما السبب الذي جعل النمساوي الشاب يصعد إلى هذه المكانة المرموقة فهو لعنة الإصابات التي ضربت تشكيلة البايرن منذ عطلة الشتاء، وجعلت ديفيد ألابا اللاعب الأهم لدى النادي البافاري، في مشواره للفوز بدوري أبطال أوروبا. ومن جملة المصابين هناك جيروم بواتينغ، وجافير مارتينيز (في الركبة) نهولغر باتستوبر المصاب بكسر في القدم، المغربي مهدي بن عطية العائد من غياب مطول للإصابة. تألق هذا الواقع جعل ألابا يتحمل عبء كامل دفاع البايرن وهو الذي لم يسبق أن شارك في خانة متوسط الدفاع. ولحسن حظ مدربه غوارديولا أن النمساوي الدولي تألق بشكل لافت في خانة متوسط الدفاع، رغم أنه لم يعهدها. وبعد أن بدأ مشواره لاعب وسط تحول عام 2010، بأمر مدربه السابق لويس فان غال إلى خانة المدافع الأيسر. وهناك تحول إلى أفضل من شغل هذا المركز في العالم. والآن تحول بأمر غوارديولا إلى قائد للدفاع وحقق نجاحاً جعل مدربه الإسباني عاجزاً عن التعبير عن سعادته لهذا النجاح معلقاً «إنه غير معقول.. إنه.. واو.. ببساطة هو قادر على المشاركة في أي خانة داخل الملعب». تواضع من المنصف القول إن ألابا يتعامل مع أهميته المتزايدة ببساطة. كما أنه يظهر الكثير من الحياء عندما يذكره الصحافيون أنه أحد أهم اللاعبين فيما يخص وسائل التواصل الإعلامي. ويحتوي موقعه الخاص على عدد من التغريدات والرسائل النصية حتى من زملائه بالفريق، ومنها مجموعة من الرسائل من زميله فرانك ريبري، ونصف درزن من الصور والرسائل من ميتشل ويزر، زميله السابق، وكذلك اتهام موجه له من أولي هونيس رئيس نادي البايرن السابق، الذي اتهمه بأنه الأسود الذي صبغ مدينة ميونخ باللون الأحمر هو وزميله فرانك ريبري. ولم يترك ألابا المسألة تمر بلا تعليق مؤكداً لهونيس «لا بد أنه لاعب أسود آخر يا سعادة الرئيس». جاهز للتحدي الإيطالي لم تعرقله سنه الصغيرة في الإعلان عن قبول تحدي المرحلة المقبلة في آخر جولات دور الستة عشرة من دوري أبطال أوروبا، وعن ذلك صرح قبل لقاء الأربعاء الماضي، وقبيل المواجهة التي انتهت بتحويل التأخر إلى فوز برباعية في الوقت بدل الضائع من المباراة «يبدو أنهم فريق كبير يملك لاعبين من طراز رفيع. بالكاد تركوا ثغرات في خط دفاعهم الحديدي، وهم قادرون رغم ذلك على الهجوم ببراعة». الأستاذ والمدرب يؤكد ألابا أن التطور الذي حققه كان بفضل مدربه غوارديولا «يحفز جميع اللاعبين نحو الأفضل، وخصوصاً أنا، تحسن مستواي في كل عام أمضيته معه، ورغم ذلك لم أكن أدري أن بإمكاني اللعب في خانة متوسط الدفاع». لكن يبدو أن غوارديولا أدرك إمكانات نجمه الشاب، فأشركه في خانة الوسط والجناح ومدافعاً أيسر، بل ومدافعاً أيسر متقدماً نحو الوسط. يعلق باولو روسي نجم منتخب إيطاليا عن تنقلات ألابا بين المراكز، وبعد فوز البايرن 7 -1 على روما في أكتوبر 2014 «لا أعرف إلى الآن الخانة التي يشغلها ألابا». ويضيف ألابا عن غوارديولا «التدرب معه مدهش، كأنه أعاد اكتشاف كرة القدم، لن نكون بالنجاح نفسه من دونه». موهبة شابة يدرك البايرن تماماً أنه استطاع تسجيل إحدى مواهب أوروبا الشابة عام 2008، وذلك خلال جولة استطلاعية لكشافي أكاديمية الفريق، وقتها نجح البايرن في إقناع ألابا بالانضمام إلى صفوفه، ورفض جملة من العروض التي انهالت عليه من مختلف أندية البريميرليغ، ومعروف عنه إعجابه الشديد باللاعب باتريك فييرا عندما كان يافعاً ورغبته تبعاً لذلك الإعجاب اللعب في صفوف أرسنال اللندني. ورغم ذلك حتى البايرن كان مبهوراً بالتطور اللافت الذي حدث للفتى ألابا، الذي لا يتوقف عن الركض كل اليوم «بدأت ممارسة الركض برفقة والدي عندما كنت في الخامسة»، كذلك هو أبرع من يمرر الكرة، مصادم قوي وبارع، ويجيد تنفيذ الركلات الحرة بدقة، هذه الصفات توضح سبب محاولات البايرن ربطه بعقد معه يمتد إلى ما بعد 2018. عاشق الموسيقى لانت ملامحه وعباراته عند الإجابة عن سؤال أحد الصحافيين حول علاقته بالموسيقى «أعشق سماع أغنيات الهيب هوب وأذهب برفقة زميلي بواتينغ لحضور حفلاتها، هي هوايتي الأولى». معروف أن والده، المولود في نيجيريا، يعمل في وظيفة (دي جي) أو موزع موسيقى في العاصمة النمساوية، كما أنه شارك في أغنية «تو إن وان» الهندية عام 1997، وعلى عكس شقيقته الصغرى روزماري ديفيد ليس لديه طموح إنتاج أسطواناته الغنائية الخاصة به، وعن ذلك يعلق «أنا أفضل داخل الميدان ليس خلف المايكروفون». اعترف بذلك رغم أن موقع يوتيوب بث له مقطعاً وهو يردد أغنية المغني الشهير «أر كيلي يمكنني الطيران» داخل سيارته برفقة جناح ليفربول السابق ريان بابل، زميله السابق مع فريق هوفنهايم عندما كان ألابا معاراً له عام 2011.