الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

عرش البريميرليغ يهتز

لم يخفف التأهل التاريخي لمانشستر سيتي إلى الدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم (الشامبيونزليغ) وحفظه لماء وجه الكرة الإنجليزية من الانتقادات الحادة التي ظلت توجهها وسائل الإعلام في العاصمة البريطانية لندن، لكل من ناديي تشيلسي وأرسنال عقب خروجهما المخيّب من ثُمن نهائي البطولة ذاتها. وعلى الرغم من تقبل بعضها لخروج المدفعجية، لجهة أنه جاء على يد برشلونة الإسباني حامل اللقب والمرشح الأقوى للنسخة الحالية، فإن الكثيرين لم يبرروا تكرار البلوز لسيناريو الموسم الماضي ذاته، وخروجه أمام باريس سان جيرمان الفرنسي من الدور ذاته. وركز الكثير من النقاد الإنجليز في سياق تحليلهم لأسباب الأزمة على الدور الحقيقي للمحترفين في الفريق المترنح الموسم الجاري محلياً وأوروبياً، مطالبين بإعادة النظر في التعاقدات المقبلة، والاستفادة من إخفاقات الجيل الحالي مع البلوز. لم يمر على آراء النقاد الكثير من الوقت، حتى تحوّل المشهد الآن من التركيز على انتقاء المحترفين إلى ضرورة المحافظة عليهم، حيث تسيطر على الشارع الرياضي عموماً أنباء اقتراب الاستفتاء التاريخي لبقاء المملكة المتحدة ضمن الاتحاد الأوروبي من عدمه، وهو الاستفتاء المقرر إجراؤه في الـ 23 من يوينو المقبل. ويتوقع أن يلقي الخروج من الاتحاد الأوروبي بظلاله على الكثير من المجالات في بريطانيا، أبرزها الرياضة عموماً، وكرة القدم على وجه الخصوص، حيث تستفيد الأندية الإنجليزية من ميزة عدم اعتبار النجوم الأوروبيين محترفين أجانب، ليعتمد أغلبها على الكثيرين منهم في تشكيلتها الحالية. تأثير في إطار التأثير المتوقع للانسحاب البريطاني من الاتحاد الأوروبي، إذا وقع، أكدت وسائل إعلام إنجليزية أن عدداً من أندية البريمريرليغ ستكون في خطر حقيقي، خصوصاً تلك التي تعتمد كثيراً على النجوم الأوروبيين. وتشير إحصاءات إلى أن ثلثي النجوم الأوروبيين المحترفين في البريميرليغ سيكونون غير مستوفين لمعايير الهجرة لما بعد الانسحاب، ما يحتم مغادرتهم بريطانيا اضطراراً، وهو الأمر الذي أحدث هلعاً كبيراً وسط بعض الأندية. تطمين من جهته، سعى نائب رئيس ويستهام يونايتد عضو حزب المحافظين البريطاني كارين برادي إلى بث الطمأنينة في نفوس ملاك وإداريي أندية البريميرليغ، ملمحاً إلى إمكانية استثناء اللاعبين الحاليين من تطبيق ضوابط الهجرة في مرحلة ما بعد الخروج، إن حدث. وبيّن كارين في رسالة إلى جميع الأندية أرسلها في منتصف يناير الماضي «حتى الآن، لا يبدو أن هناك ما يؤرق اللاعبين الأوروبيين المقيدين في الأندية الإنجليزية أو الذين تنوي تلك الأندية ضمهم في الميركاتو المقبل، إذ يمكن استثناءهم، ليواصلوا مشوارهم من دون الحاجة إلى الحصول على أذن عمل أو تأشيرة دخول وخروج من وإلى بريطانيا». وأضاف كارين «لن نسمح بأي حال من الأحوال أن تطبق مثل تلك الإجراءات على لاعبي كرة القدم، في حالة حدوث انسحاب من الاتحاد الأوروبي، لما له من آثار كارثية مدمرة لعدد من الأندية التي تلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز». مطالبة في ظل النظام الجديد والذي يتطلب حصول أي لاعب أوروبي مثل منتخب بلاده الحصول على تأشيرة وأذن عمل من السلطات البريطانية، طالبت عدد من أندية البريميرليغ الاتحاد الإنجليزي للعبة بتعديل قواعده، بمجرد حدوث ما تخشاه. وتصدر كل من نيوكاسل يونايتد وسوانزي سيتي وأستون فيلا وواتفورد قائمة الأندية الأكثر تمسكاً بضرورة تعديل الاتحاد الذي يتولى رئاسته غريك دايك لقوانين اللعبة، حتى تتماشى مع الوضع الجديد، وتحفظ لهذه الأندية أحقيتها في بقاء لاعبيها معها حتى نهاية عقودهم. وتضم الأندية الأربعة أكبر عدد من اللاعبين الأوروبيين في البريميرليغ، إذ بلغ عددهم في كل نادٍ تسعة لاعبين من الأقطار المنضوية تحت لواء الاتحاد الأوروبي. ووجدت مطالب الأندية صدى لدى بعض روابط المشجعين الرافضة للتصويت لمصلحة الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، إذ بيّن الناطق الرسمي باسم جمعية لا تصوتوا «من حق تلك الأندية المطالبة بذلك، نتمنى أن تلقى مطالبها آذاناً صاغية». من جهته، دعا رئيس اللجنة العلمية للرياضة المواطنة المختص في قضايا كرة القدم الأوروبية التابع للاتحاد الأوروبي كولان مييج إلى ضرورة توقيع اتفاقيات مشتركة بين بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي من أجل حفظ حقوق اللاعبين الموجودين في البريميرليغ. وأوضح كولان في حديث لصحيفة لوموند الفرنسية الأسبوع الماضي «ليس منطقياً ألا تتحرك الجهات الكروية في بريطانيا من أجل حماية حقوق أنديتها ولاعبيها، أعتقد أن الأمر مهم، ويستدعي التدخل». وما بين حقيقة الانسحاب من عدمه، تبدو الأندية الإنجليزية في حالة ترقب لما يسفر عنه استفتاء يونيو المقبل، ممنية النفس بالكثير من الإجراءات التي تمكنها من المحافظة على نجومها الأوروبيين.