الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

لم تنته المعركة بعد

تخوض قوات التحالف، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات، حرباً شريفة في اليمن، فدول مجلس التعاون تسابقت لنصرة مهد العروبة من مشروع التوسع الإيراني، وبطلب الشرعية اليمنية، وفي عصر انهيار الدول، تصبح حرب إنقاذ الدولة من أقدس المعارك. ورد الاعتداء الحوثي ـ الإيراني على اليمن دولة وشعباً، يتضمن بُعداً آخر، فما يسمى بجماعة أنصار الله هي أيضاً تنظيم إرهابي كداعش والقاعدة وما يسمى بحزب الله، والإمارات سباقة في مكافحة الإرهاب فكرياً وأمنياً وعسكرياً. تبدو الصورة الآن وكأن المعركة موجهة حصراً ضد الحوثيين، وهذا غير صحيح، فعاصفة الحزم لم تحارب الحوثيين لتنصر القواعد والدواعش، فالإرهاب لا مذهب له ولا طائفة ولا دين فهو عقيدة الميليشيات. كانت المرحلة الثانية من عاصفة الحزم التي سُميت بإعادة الأمل، تحمل رسالة واضحة بأن السعودية والإمارات لن تسمحا بسقوط اليمن بين براثن الإرهاب والفساد والتخلف والجهل، تماماً كرفض انتهاء اليمن كملحق إيراني. نذكر بهذه الحقائق، لنوجه دعوة إلى المجتمع الدولي للقيام بمسؤولياته، فالمجتمع الدولي مطالب أكثر من أي وقت مضى بدعم الشرعية اليمنية وتمكينها، لأنها الملاذ والملجأ من المجهول الأسود. على المجتمع الدولي إدراك أن التصريحات ليست كافية لدحر الإرهاب، وحين نتحدث عن موقع اليمن نوقن بأن تعرضه للخطر يهدد الاقتصاد العالمي ككل، جهود السعودية والإمارات تفوق الوصف، لكن اليد الواحدة وحدها لا تصفق. [email protected]