الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

للأبواب العتيقة .. ذاكرة!

للأبواب لغة مترعة بالأحاسيس المتباينة، وأحياناً المتناقضة، والباب العتيق محط رحال الذاكرة، وتتراكم فوق عتبات الأبواب الدلالات المجازية، وتزدحم المعاني، وقد كتب المستشرقون كتباً وخصصوا فصولاً للحديث عن الأبواب العربية، ومكانتها المعمارية والمجازية لدى أهلها، وقد التقط «جورج مارسيه» و«جاستون ميجون» وإميل لودفيج» بعض هذه المعاني، وتوسعوا في شرحها، يقول لودفيج «إن لم تقف أمام تلك الأبواب لتتأملها فلا تستحق دخولها». للقاهرة أبواب يفوق عددها أبواب أي مدينة أخرى، وفي دمشق أقدم أبواب المدن على المستوى العالمي، وهو باب توما، وباب عراقي قديم مصنوع في سامراء هو من أغلى مقتنيات المتحف البريطاني، وجميع الأبواب القديمة في تونس لونها أزرق فاتح «بحري» دليل على الرحابة وحسن الضيافة، وفي الأبواب الدمشقية هناك مطرقتان، الأولى من حديد يستخدمها الرجال ليعلم من في البيت أن الطارق رجل، وأخرى ممزوجة بالخشب مخصصة للنساء، أما في اليمن وعمان، فكانوا يصنعون الباب قبل بناء البيت، وعلى شكل الباب يكون البيت بكل تفاصيله، وفي جنوب السعودية كان الناس يلونون أبوابهم، بحيث لا تتشابه ليعرف كل صاحب بيت بلون بابه، وللأبواب المغربية قصص وحكايات أكثر من أن تحصى وتعد، أما الأبواب الإماراتية، فكان لكل باب رمزية معينة، فهناك باب كبير للبيت، وآخر أصغر منه للمضيف، وباب مستطيل للحوش، وباب جانبي صغير للنساء، وعادة ما تكون من النخيل والسعف، أما لغة الأبواب بسياقها الفلسفي، فمن فقهها فقد أمِن مكر الحياة.