الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

القيصر الصغير

احتفل لاعب وسط بايرن ميونيخ الألماني فرانك ريبيري، الخميس الماضي، بدخوله ربيعه الـ 33، والتاسع له مع الفريق الألماني، ممنياً النفس بمواصلة مسيرته الناجحة لمواسم مقبلة، على الرغم من توقع الكثيرين قرب نهاية مشواره في الملاعب الخضراء. ولم يختلف احتفاء ريبيري بالمناسبة الأخيرة كثيراً عن سابقاتها، إذ ظل محافظاً على طقوسه دائماً، والتي تبدأ بابتسامة تفاؤل عريضة لعام مقبل وحافل بالتألق، إلى جانب إصراره على تنظيم جميع احتفالاته بالحدث في ولاية بافاريا، متناسياً، أو يقترب، بلده الأصلي فرنسا، ليؤكد قصة حب خالدة بينه وبين العاصمة البافارية ميونيخ بدأت فصولها منذ مجيئه إليها في صيف يونيو من العام 2007. ولم يكن تعلق وعشق ريبيري للمدينة وليد الصدفة، إذ يرجعه الكثيرون إلى الترحيب الكبير الذي وجده من قبل أنصار الفريق الألماني منذ أيامه الأولى في قلعة أليانز أرينا. ولم تتوان جماهير البايرن عن إطلاق لقب القيصر الصغير أو «القيصر فرانك» على النجم الفرنسي المقبل إلى صفوف فريقها من مرسيليا الفرنسي، وذلك تيمناً بأسطورتها الحية فرانز بيكنباور الرئيس الشرفي للنادي الألماني العريق. وما إن أصبح اللقب متداولاً بين الجماهير، حتى بدا بعض القلق يسيطر على بيكنباور، وذلك لعدم معرفته بالنجم الذي نصبته الجماهير خليفة له، بيد أن ذلك سرعان ما زال بعد مشاهدته لأداء ريبيري ومهاراته في وسط وهوج الفريق البافاري. ونوّه الصحافي الألماني كارل هاينز ويلد، وهو صحافي مسؤول عن تغطية أخبار بايرن ميونيخ في مجلة كيكر الألمانية ذائعة الصيت منذ 20 عاماً، بقصة الحب والتقدير الكبيرين اللذين يحظى بهما النجم الفرنسي في أوساط الجماهير البافارية، مؤكداً عدم سماعه لأي هتافات ضد النجم المتألق طوال فترة عمله في أروقة النادي. وبيّن ويلد «ريبيري ظل على الدوام محبوب الجماهير الأوحد، لم تثر في وجهه منذ مجيئه إلى النادي، على الرغم من إخفاقه في بعض المباريات، يخرج من الملعب وسط حفاوة منقطعة النظير من قبل تلك الجماهير». وفاء على الرغم من طول مدة غياب ريبيري عن مسقط رأسه مدينة بولوني سور مير شمالي فرنسا، فإن الكثير من عشاق النجم لا يزالون يحتفظون بوفائهم لرمز مدينتهم. ويتصدر المشجع ديتلف سونكيل هؤلاء المشجعين، إذ وشم أخيراً جميع ظهره بقميص النجم مع البايرن ورقمه، ليدلل على وفائه للنجم، ما أثار استغراب المتابعين عن مغزى ذلك الوفاء. من جهته، تطوع المؤرخ الرياضي الألماني ومؤلف كتاب السيرة الذاتية لريبيري «فرانك الآخر» أليكس مينيغ، بالإجابة عن أسباب تعلق الجماهير بالنجم «فرانك دائماً مبتسم، ببساطة هذا سبب حب الكثيرين له، وأنا أحدهم». خبرة بعد محطات قصيرة قضاها ريبيري بين أندية كل من (بولوني، آليس واستاد برسيتوا) في الفترة من 2004 إلى 2010، انتقل النجم الفرنسي إلى أندية كل من ميتز في الدوري الفرنسي، وغالطة سراي التركي، قبل أن يعود إلى فرنسا وينضم إلى مرسيليا في 2005، ويبدأ مشواره مع المجد. ولم يمض ريبيري مع مرسيليا حتى اختير أفضل نجم واعد في الدوري الفرنسي، ليضمه مدرب منتخب الديوك وقتها ريمون دومينيك لتشكيلته المشاركة في مونديال 2006 في برلين، ليشارك إلى جوار نجوم مونديال 1998 بقيادة زين الدين زيدان. ولفت تألق ريبيري مع المنتخب الفرنسي إليه أنظار الكثير من الفرق، قبل أن يخطفه فريق البايرن ويبدأ معه مشواراً ناجحاً من التميز والبطولات. وسجل ريبيري 113 هدفاً طوال مسيرته الاحترافية، 90 منها مع البايرن، وهو عدد طبيعي مقارنة مع المدة الزمنية التي قضاها مع الفريق والبالغة تسعة أعوام، إلى جانب تتويجه معه بخمس بطولات في البوندسليغا، ولقب دوري أبطال أوروبا (الشامبيونزليغ) في 2013. طموح الآن، وانطلاقاً من الإنجازات الأخيرة للنجم مع الفريق، يتطلع ريبيري إلى استعادة بريقه والاستمرار في تحقيق الألقاب مع الفريق البافاري، مراهناً على عودته الأخيرة، وتألقه في أكثر من مباراة، أبرزها مباراتا فريقه أمام آينتراخت في البوندسيلغا في الجولة قبل الماضية من البطولة، وأيضاً مباراة فريقه أمام بنفيكا البرتغالي في الشامبيونزليغ. وإلى جانب تحقيق الألقاب وإسعاد الجماهير البافارية، يحلم ريبيري بنيل الجنسية الألمانية، إذ كشف عن ذلك أثناء حوار في فبراير من العام الماضي مع صحيفة بيلد الألمانية «أنا مواطن ألماني، لمَ لا؟».