الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

العلاقات التاريخية العربية

حتى يومنا هذا عندما تذكر المواقف والعلاقات التاريخية، يشار ويستشهد بمشروعات الشيخ زايد طيب الله ثراه، ومؤسسات الإمارات التنموية في مصر، باعتبارها نموذجاً لم يتكرر في عالمنا العربي، السر في ذلك أن الاستثمار «في التنمية المستدامة، وطويل الأمد» تستفيد منه الأجيال عقوداً. عقود تعايشت معها أجيال تؤمن بنموذجيتها، ليس فقط نتيجة الحرص على أن تكون الهدية من القلب وبأعلى المواصفات، بل لأن المُهدى إليه يستحق التعبير له عن مكانته، رسائل مشابهة لهذا الوصف تنطبق على زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أول زيارة رسمية لمصر حملت مضامينها رسائل عالمية، والأهم الرسائل الموجهة لأجيالنا التي باتت ضحية نخب وإعلام ووسائل تواصل اجتماعي، يضخ فيها شائعات وأكاذيب وموضوعات سطحية وهابطة، تُغيب الحقائق التي جمعتها الصحافة وطرحتها بتخمة بمناسبة الزيارة، في ظل غياب دعم وإبراز التضامن العربي طوال العام. «الأمير الملك الذي تجند ذات يوم للدفاع عن مصر ومصيرها وحرمة أراضيها، غداة العدوان الثلاثي على مصر»، أحد التعليقات الواردة على الصور الصحافية، وتنطبق على رجالات وقادة الخليج العربي اليوم، والصور خير شاهد. تميزت الشهادات التاريخية التي طرحت في الإعلام المصري تحديداً، بإقران جميع الخطوات التي أقدمت عليها السعودية بالإمارات، والمبادرات الداعمة لمصر، وقفات الشيخ زايد طيب الله ثراه، والشيخ خليفة وقادة إمارات الدولة حفظهم الله، بما يؤكد أن الكتلة الخليجية قيمتها المضافة على التحولات المصرية تاريخية ودائمة وراسخة. ذاكرة الأجيال وحفظ التاريخ الإيجابي للعلاقات التاريخية العربية، مسؤولية مشتركة وبيننا نخب غائبة، وتعتقد بأن الأجيال لا تهمها الحقائق، الغياب عن تقديم مشروعات ثقافية بإهمال أو تعمد من هذه النخب لا يُبرر، ولا يعفي من الملامة.