السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

الحل السحري

مسكينٌ هذا الولد، لا يرفع رأسه عن الكتاب، قتلته هذه الدراسة، لا يفكر سوى في هذه التي يسمونها دكتوراة، سبع سنوات من الدراسة ولم يكتفِ، ما زال مستمراً من دون توقف، لم يفرح بشبابه كبقية أقرانه، لم يسافر، لم يخرج، ولم يحب حتى كبقية إخوته! قلوبنا تعتصر ألماً عليه هذا الابن! ضاع شبابه وضاعت أجمل سنين عمره الوردي بين رائحة هذه الأوراق والكتب! ماذا نفعل لنخرجه من قوقعته؟ كم عذبنا هذا المراهق الصغير، لم تبقَ سيارة سليمة لنا في المنزل، دمرها جميعاً، ينهي كل سنة دراسية في سنتين أو أكثر، من مركز شرطة إلى آخر يجرجرنا بمشاكله التي لا تنتهي، وليت مصائبه بقيت بين جدران المنزل وحدها، الحي كله بات يشتكي منه، ليتنا لم ننجبه، ما الحل؟ لا نعلم ما الذي يدور في عقل هذا الشاب، أتعبتنا طريقة تفكيره المختلفة، أنهى تعليمه، حصل على وظيفة جيدة، يقوم بتأسيس مشروعه الخاص، يسعى أن يكون له منزل مستقل، على الرغم من أننا وفرنا له كل شيء، ولا يحتاج مادياً إلى أي شيء، يصر على أن يتعب ويتعبنا معه، صامت دائماً، لا نعلم ماذا بعد ذلك ينوي، ومتى ستنتهي هذه الخطط والمشاريع؟ هذا التساؤل يتردد مئات المرات من بعض أولياء أمور هنا وهناك، وتجمع أغلبهم إجابة شافية توافق هواهم دائماً في كل مرة، هي تلك التي تبدأ بكلمة «زوجوه». لدى البعض «الزواج» حلٌ سحري لجميع مشاكل الأبناء، أو تلك التي يظنون أنها مشاكل، بينما يجدها الأبناء خيارات خاصة تحدد مسارات حياتهم، كذلك المسكين الذي لديه طموح علمي عالٍ، والآخر العصامي الذي يريد أن يكوّن نفسه ويحقق استقراره من دون الاعتماد على أحد، والطامة الكبرى هي أن يجدوا في ذلك حلاً لمصائب ذلك المراهق المزعج، فذلك تحديداً لا مانع لديه في ذلك، وتتوالى مصائبه بعد أن ينجب، حين يصبح أغلب أبنائه ضحايا جدد في المجتمع. «زوجوه» ليست حلاً، وأحياناً كثيرة تكون شراً. [email protected]