الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

ولدي صديقي

قرأت عن مبادرة شرطة دبي «ولدي صديقي» والتي تنمّ عن عمق تربوي وفهم جليّ لحاجات المجتمع النفسية، فصداقة الابن ووالده باب عظيم من أبواب الإصلاح، وخطوة جليلة ـ إذا ما تحققت ـ نحو القضاء على كثير من الآفات الأخلاقية التي تفتك بالمجتمع، وأقل واجب نقوم به تجاه شرطة دبي هو الشكر والثناء والتقدير، وأقل واجب تجاه أبنائنا أن نكون أصدقاء لهم. ذات مرة، أخبرني أحد الآباء أن ابنه المراهق أرسل له مقتطفات من قصيدة الدكتورة «سعاد الصباح» التي تقول فيها: كن صديقي .. ليس في الأمر انتقاص للرجولة. تنهّد الأب وهو يقول: كيف للابن أن يطلب من والده طلباً كهذا، أليس هذا الطلب وهذه الكلمات انتقاصاً لحق الأبوّة عليه؟ ثم يسكت برهة ليعاود السؤال: وكيف للأب أن يصير صديقاً لولده، ويسقط عن نفسه صفة الوليّ الذي ينبغي منه تقويم السلوك وتعديل الخطأ. في الحقيقة يستطيع الابن أن يتنازل عن احترامه لوالده إذا ما وقف هذا الاحترام بينه وبين تحقيق ما يتمنّى، وقد نستطيع بالحب والرفق والتفاهم إصلاح الكثير من الأشياء التي لا تقوّمها الشدّة، إضافة إلى أن الصديق يستطيع أن يكون شديداً مع صديقه عند الاضطرار واستشعار خطر قد يمس صديقه، فمكانة الأب ستبقى تحظى بالاحترام والتقدير في نفس الابن، لكن سيضاف إليها الحب، ختمت ذلك الحوار الشجي الذي يفيض أبوّة بتساؤل لم أبتغِ عليه إجابة: أليس الله يعطي بالرفق ما لا يعطيه بالشدّة؟