الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الرواية في قالب دراميّ

في هذا العام من شهر رمضان تحوّلت روايات كثيرة إلى الشاشة، ولعل من أبرزها خلال العرض الرمضاني رواية «أفراح القبة» للكاتب الراحل الحائز جائزة نوبل نجيب محفوظ، ورواية «ساق البامبو» للكاتب الذي حاز جائز بوكر سعود السنعوسي، ورواية «سمرقند» لأمين معلوف. هذا الأمر لا يزال يثير لغّطاً بين القراء لتلك الروايات، وبين الذين اكتفوا بمشاهدتها على شكل فيلم أو مسلسل، وليس كل رواية ناجحة تصلح لأن تكون عملاً مرئياً، ولكن أيضاً قد يكون عرض الرواية على الشاشة سبباً من أسباب بروزها ونجاحها. العمل الدرامي أمر وقراءة الرواية أمر آخر، حين تشاهد مشاهد رواية في فيلم أو مسلسل توقع تماماً أن كثيراً من العبارات ستسقط، وفي المقابل كثير من الانفعالات ستطفو على الشاشة مع كل حركة درامية؛ لذا من الظلم أن نعتقد أن العمل الدرامي هو نقل ما قيل حرفياً في الرواية، فأن تقرأ الرواية وحدك يعني أن تصنع انفعالاتك وردات فعلك بناء على تفاعلك بوصفك قارئاً، وستكون حينها أمام الكتاب القاضي، القارئ، المشاهد المتوحد والمخرج أيضاً، بينما في العمل الدرامي الذي ستشاهده بوصفك قارئاً للرواية ستكون أنت في مقام المتفرج على عمل أخرج بطريقة مختلفة عن المقروء، وقاض يلملم ما فات المقروء أثناء عرضه مرئياً! باعتباري قارئة ومحبّة للكتب أرى أن هذا الجدال وهذه العروض المرئية لروايات سبق أن قرأناها وتخيلنا شخصياتها ظاهرة تستحق الاحتفاء حقاً.