الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

مشاعر من نبض الحيرة

لو يحصلُ .. أن آخذَ غفوةً منكِ، وأستجمعُ بحاري في محيطٍ يقسمهُ جَزرٌ اسمه أنتِ، وأركنُ إلى ذاتي في قيلولة من وجودكِ؛ عنوانها لقاؤنا على قارعة الانتظار. * * * لو يحدثُ .. أن أتنفسكِ كتراب وطن، وأسرقُ فترةَ نقاهةٍ من مساماتكِ التي تثرثرُ بالعطورِ الضاجةِ في فضاءات كياني، ثُم أزفرُها، لأجمع هذا الشتات، وأعودُ محملاً من رياضِ حبكِ المتورد بالغنائم. * * * لو يمكِنُ .. لا أقلق عليكِ خلال ستين ثانية تمرقين في بالي مثل طفلة لحوحَة على دميتِها العالقة في تفكيري، لكنتُ نَفيتُ سجلات وقتي إلى قاعة كبيرة، تملؤها ضوضاء ملامحكِ المُدبسة في خيالي، ويتم التوثيق. * * * لو فرضاً .. أن أعتِقَكِ لمرةٍ من تركيز اهتمامي، وأَشرَعُ بترتيب الأولويات: لكِ ومنكِ وإليكِ، وأفتحُ سواقي مشاعري على حقلِ غيابكِ، كي تنبت زنابقكِ نبضة أُخرى على حشائش صدري. * * * لو صارَ بمِقدوري .. سجنَكِ خارجَ دوائر دورتي الدموية، وبعيداً عن مربعاتِ كُرياتي البيضاء والحمراء، وقريباً من مُكعبات حناني المُغلفة برجولةِ المواقف، وصرتِ مأدبة أيامي .. ونافلة وجودي، وركضتُ سريعاً لِوادٍ يَخلو منكِ، وهمستُ إليكِ بصوتٍ عالٍ، واشتعل العناق. * * * لو جِئتُكِ ذاتَ طقس رومانسي الفصول، وعند ينابيع لهفةٍ وشوق، وعلى ضفافِ المساء الملتهبة، وكُنا شريدين إلا مِن كلينا، وضمتكِ ذراعي، وطوقتْكِ أنفاسي، واحتواكِ قلبي، وتماهت عندَكِ أحاسيسي وهكذا نذوب. * * * لو أنني خسرتُكِ .. ودخلتُ دورةً تأديبية، تُعلمُني كيفَ أُناديكِ تعالي، فيتعالى فقدُكِ علي، وأن درساً مثل خسارتكِ، يعني: فقدي لكل الأشياء، عندَها سأتعلمُ غايات عظيمة المنال. * * * لو أن ما سبق حصل، لو أن ذلك وقع حتى لو سهواً، لكنتُ في نظرِكِ الآن فارساً ذا حظوةٍ عظيمة، ظافراً ذا نصيبٍ وقسمة، لكن على الرغم من هذا الجفاف، لكِ علي العهد، حينَ يحينُ اللقاء، سأوقِدُ لكِ المشاعِرَ والخفقات زاداً تلوكُهُ روحُكِ بكل أمان، حتى تُتخم، فأعودَ لأُجدد لها طريقةً جديدة تغيرُ فيها الروتين، وتُبعِدها عن عنائِها اليومي، هكذا تعلمتُ أن فاقدَ الشيء يعطيه. * * * أولُ مرة أكتبُ وأنامِلي عالقٌ بها عطر الدواء وبعضٌ من معقِمات المرض، هي ليستْ طبيعتي أن أزف الحروف إلى غرفة الحبر وأنتِ .. تعانين المرض، ولكن برغم نعاس تلك العيون الساحرة، وهذه البشرة الناظرة التي يخدشُ توردها المرض، أتمنى أن تتنفسي كلماتي المختصرة، فأنا مخلوقٌ يجري في شرايينه الحنان لا الدم، فكيف بقواهُ الجسمانية أن تتحملَ رؤيةَ هذا المقطع الدرامي من مشهد ألمكِ الذي يُقطعُ أوتارَ نبضي، وأنا كعجوز أكلهُ العمرُ ولا يقوى عكازُ مساعدته أن يقدمَ لكِ شيئاً، وبيننا آلاف الأميال تنحرُ قربَنا، وبرغم هذا، وبرغم تقصيري بحق مكانتكِ ورعايتها في محنتِها، ألفظُها وأعماقي تشهدُ ألا حب بعدكِ ولا قبلكِ، يا كُلّي قطعةً منكِ، أُحبكِ. محاولةٌ لوصفِ بعض أشواقي وحيرتي دونكِ حبيبتي.