الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

ما بين الذكاء والحظ

البعض يخاف من لعب لعبة الشطرنج، هل تعلم لماذا؟ لأنها لعبة الأذكياء، فهي لعبة تظهر من هو الذكي، ومن الأقل ذكاء، والمدهش أن جميع احتمالات هذه اللعبة لا تعتمد على الحظ والصدفة، الأمر الذي يفسر صعوبة فوز الإنسان فيها. وحسب الرواية الهندية، اخترع الشطرنج وزير يدعى سيسا، كان يعمل لدى ملك يدعى شرهام، أراد تسليته بلعبة تشحذ العقل وترفع الهمم.. ومن فرط إعجاب الملك باللعبة أراد مكافأة وزيره فطلب منه تحديد مكافأته بنفسه.. الوزير الذكي طلب حبة أرز واحدة (فقط) توضع في المربع الأول، ثم تضاعف في المربع التالي، ثم تضاعف في الذي يليه، حتى تنتهي مربعات الشطرنج الأربعة والستين، وعلى الرغم من أن الملك سخر من طلبه، أمر له بما يريد، فاتضح في النهاية أن أرز الهند بمجمله لن يكفيه بهذه الطريقة (حيث ستتضاعف حبات الأزر مربعاً بعد آخر). أما لعبة الشدة «ورق اللعب» فهي لعبة حظ، من يخسر فيها يلوم حظه، حتى لا يظهر للآخرين بأنه لا يستطيع اللعب. فبعض الأفراد يعيشون حياتهم مثل لعبة «الشدة»، من لا يحصل على ما يريد يلوم حظه، وللأسف بعضهم يقوم بحسد غيره والحقد عليه. فكل هذه الأمور هي صفات سيئة يجب أن نزيلها من القلب حتى يعمر، وهو مرض يصيبنا، ويهلكنا يوماً بعد يوم، فلماذا نحقد ونحسد .. قد تقول لأن حياته أفضل من حياتي أو جرحني، وما إلى ذلك. لماذا نجعل هذه الأمور السيئة تملأ قلوبنا، فهذه الحياة فانية، لمَ نضيعها في الشتائم والحقد والكره، فلنتمنَّ الخير لغيرنا، ولنحب بعضنا البعض، ونأخذ المواضيع ببساطة أكثر، ونجعل من ديننا أخلاقنا، ولنبتعد عن الغل ولا نتمنى الشر لأحد، ولا نتمنى زوال النعم لأحد من البشر، فكيف نجعل القلب يحقد وهو ليس بملك لنا، بل هو ملك الله تعالى.