السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

لا تغضب

قلة هم الأشخاص الذين لا يغضبون، ونحن نسميهم «باردين»، ولعل هذه الفئة هم الأكثر سلامة من أمراض الضغط والقولون وغيرها، نحن نتفق جميعاً على أن لا فائدة مرجوة من الغضب، سوى التسبب بالألم لجميع الأطراف، وعلى الرغم من هذا فإن هناك من يغضب بشكل مبالغ فيه، وهناك آخرون يغضبون بدرجات أقل، وفي العموم هناك الغضب المرضي، والذي فعلاً يحتاج الإنسان خلاله إلى تدخل طبي نفسي للمعالجة، هذا المحور يكاد يكون غائباً في عالمنا العربي، ومع الأسف ينتج عن مثل هذا الغياب الكثير من الجرائم والتعديات. فمدارسنا تفتقد مثل هذا التوجه، على سبيل المثال، رصد الطالبات والطلاب سريعي الانفعال أو الذين حدثت بسببهم مشاجرات في المدرسة، سواء مع أقرانهم أو هيئة التدريس، ثم توجيههم للإرشاد النفسي ومعالجتهم، سواء رضوا أم لا، يجب إخضاعهم لمثل هذه البرامج، والتي عليها تقييم يمس تعليمهم، لو قدر وفعلنا مثل هذا البرنامج، فإننا كمن عالج مشكلة من جذورها، وقبل أن تكبر وتستفحل وتنتشر، فهذه الطالبة أو الطالب في مقتبل العمر سيكبرون مع أقرانهم وينشئون أسراً وينجبون أطفالاً، فعندما نقوّم سلوكياتهم ونتدخل بواسطة الطب النفسي، فنحن نكون وضعنا سياجاً قوياً يحمي هذه الأسرة في المستقبل من التقلبات ومن المزاج الغاضب، سواء للأم أو الأب، ونكون حمينا جيلاً كاملاً من التصدع والانهيار، بسبب غضب أحد الأبوين. مثل هذه البرامج العلاجية التي تهدف لمكافحة الغضب، معمول بها في كثير من الدول الغربية، حتى إن القضاء لديهم يحكم على من تشاجر وتعارك مع الآخرين بسبب غضبه، وكانت ردود فعله مبالغ فيها، بالدخول في برامج العلاج والتقييم السلوكي، والتي تهدف لعلاج الفرد من الغضب، نحن نحتاج للتعامل مع الغاضب باعتباره مريضاً، وكما قال رسولنا الكريم، عليه الصلاة والسلام، (لا تغضب). [email protected]