الأربعاء - 17 أبريل 2024
الأربعاء - 17 أبريل 2024

بنادق الغرام

لَم تكنْ مضطربةً أكثر من هذه المرة مذ أن وُلِدَت على يديه مشاعرها .. الآن ترتجفُ وهي تقولُ: أنا خائنةٌ يا حبيبي! خائنةٌ جداً لأنني تركتكَ وحيداً تقرعُ هذه الدنيا الأنانية.. أحببتكَ حباً لا يليق بعاداتِنا وتقاليدِنا، وللآن لا أعرفُ كيف تنظرُ لي؟ دون تفكير؛ رد: أنتِ أكثر عفةً مما يرفعون من رايات في بلادي. وحبنا خارج عن المألوف، لأننا لم نألَف أحداً سِوانا، فأنتِ مقدسةٌ للدرجة التي يأثم عندها من يفكرَ بالسوء فيكِ يا شَرفي! وما هذا التنظير الاجتماعي للعادات والتقاليد، سوى مَخرج يلوذُ به الهاربون مِن الحقيقة، فلا أحدَ في هذا المجتمع يهمهُ ما نعانيه أو نشعرُ به، فقط هو (برواز) يؤطِرُ حدودَ الآخر دون نفع .. لهذا أراكِ زكيةً كقيَمي، طاهرةً مثل النقاء، نبيلةً كالمبادئ، أنتِ: حدودُ الحلال، تخرجين من مسامات كلماتي كلما تنفستُ، فتفرزُكِ الحروف أغنيات من شغف، لتكوني الفواصل التي تَصِل المعاني، والنقاطَ التي تتوج الجُمَل، وتصبحين المقاصدَ التي لم يَطَلها البُلغاء، والأوصاف التي عَجزت عنها الكُتاب. يا حكمةً لم تلدْها لغة، ويا جنةً لم يَطأها جان. وإن عَذلَت أدوات الاستثناء عن ولادةِ الدِقة بحقك، فسوف أنسِجُ من جلدي ما تَتزين به جلالتكِ من كلمات، فأجعلُكِ السلام في نبضي، والخطيئة التي لا أحاسب عليها، وإنما هي ذنبٌ في نظر المجتمع فقط، وأعلنُكِ الشعبَ الولود الذي لا يموت ولا يلبَسه الجُبن، وأسميكِ شجاعة الجنود، وأعدكِ السلاح الخالي من الرصاص الحي، يا طعم البنادق .. فوجهُكِ الأمل الذي أرجوه في محراب العشق، وقلبُكِ اليقين الذي جاء بعد ارتحال الشك، وروحُكِ القناعة التي نِلتُها عن معرفة، وعناقُكِ الثقافة التي علمني إياها الحرمان، وقربُكِ فصيلة دمي، الذي يحول فصيلة الدم إلى دم كلما هزه البُعد. وبَعد ما سلف .. أُحبكِ مثلَ طَمَعي بأن ينالَ العراقُ سيادته .. أُحبكِ يا روضة سألتُ الله الهداية .. فقال: ولي وجهكَ شطرها .. أحبكِ مثلما جال بخاطركِ الآن من كلمات .. مِما جاء في خاطرِي إليك أناتي ..