الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

تعزيز الإرشاد الأكاديمي

حذر استشاريون في الرعاية النفسية بوزارة التربية والتعليم من إجبار الآباء أبناءهم على اختيار تخصص جامعي يتعارض مع ميولهم ورغباتهم، مؤكدين أن ذلك التصرف يدفع الأبناء إلى الفشل في حياتهم المستقبلية إن لم يكن في المرحلة الجامعية. وأكد لـ «الرؤية» استشاري الرعاية النفسية في الوزارة الدكتور أحمد عيد أن إجبار الأهل أبناءهم على اختيار تخصص جامعي يتعارض مع ميولهم ورغباتهم يسهم في قتل الإبداع لدى أبنائهم وحرمانهم من فرص الابتكار في تلك التخصصات التي لم يكن لهم دور في اختيارها. ودعا أولياء الأمور إلى تعزيز مفهوم الإرشاد الأكاديمي لدى أبنائهم ودفعهم إلى المشاركة في معارض الإرشاد التي تحرص الوزارة على تنظيمها سنوياً لمساعدة الطلبة على اختيار التخصص الجامعي الذي يتوافق مع ميولهم وقدراتهم العلمية. وأكد أن إلزام الأهل أبنائهم على اختيار تخصص جامعي بعينه من دون موافقتهم سيؤدي حتماً إلى فشلهم في الحياة المستقبلية، خصوصاً أن المرحلة المقبلة لا تتطلب من يؤدي بشكل جيد في عمله فحسب، بل تحتاج مزيداً من المبدعين والمبتكرين، في ظل ما تتبناه الدولة من تعزيز منهج الابتكار بين العاملين في مختلف المؤسسات. وأردف أن عدداً من الدرسات أثبتت أن كثيراً من الأبناء لم يفضلوا العمل بعد تخرجهم في التخصصات التي لم يكن لهم دور في اختيارها وفضلوا اختيار مجالات أخرى. ولفت إلى أن البعض الآخر ممن عملوا في نفس تخصصاتهم يشعرون بعدم الرغبة في الاستمرار ويأملون في تغييرها للشعور بالرضا والوصول إلى مستوى السعادة الذي يمكنهم من تعزيز إنتاجية العمل. وأشار إلى أن هناك دراسة أكاديمية أجراها مركز الإرشاد النفسي في جامعة العين على ما يزيد على 250 طالباً وطالبة من طلبة المرحلة الثانوية كشفت أن 41 في المئة من الأبناء يخضعون لرغبات آبائهم في اختيار التخصص الجامعي. وأوضحت الدراسة ذاتها أن فرض تخصص جامعي بعينه على الابن أسهم بشكل كبير في ظهور آثار سلبية عدة على دراسة أبنائهم المستقبلية، مضيفة أنه من الأجدر بالوالدين أن يقدموا لأبنائهم المعلومات الصحيحة عن كل تخصص دراسي مع النصيحة والتوجيه من دون تسلط وفرض سيطرة. وأكد لـ «الرؤية» محمد عبدالله مهندس كمبيوتر أنه فور حصوله على الثانوية العامة وما صاحبها من فرحة الجميع فوجئ بتصميم والده على دخوله كلية الطب التي لم يفكر في الالتحاق بها في يوم من الأيام وذلك لعشقه لعالم البرمجيات الذي تميز فيه منذ الصغر. ونزولاً عند رغبة والده تخلى عن حلمه والتحق بكلية الطب التي لم يجد فيها نفسه مطلقاً وهو ما أدى إلى رسوبه في مادتين في العام الأول بعدما كان يشار له بالبنان لتفوقه، ليبادر بمصارحة والده بعدم قدرته على الاستمرار في كلية الطب. انتقل عبد الله بعد ذلك للدراسة في كلية الهندسة التي تفوق فيها بشكل كبير، ما أجبر والده على تقديم الاعتذار له لتسببه في ضياع عام من عمرة نتيجة إصراره على أمر لم يقدّر عواقبه إلا بعد فوات الأوان. وفي سياق متصل أفاد راشد آل على بأنه بعد حصوله على الثانوية العامة حرص على عقد جلسة ودية مع والده لإقناعه برغبته في دراسة تخصص إدارة الأعمال، خصوصاً أن والده كان دائم الحديث عن حلمه في أن يصبح ابنه طبيباً في مستشفى حكومي كبير في دبي. وأضاف تمكنت من إقناع والدي بمعاونة شقيقي الأكبر برغبتي من دون صدام ولكن اشترط والدي ألا يقل تقديري العام سنوياً في تخصص إدارة الأعمال عن جيد جداً، وبالفعل تمكنت من تحقيق رغبته وحلمي في آن واحد.