الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

إدارة الوقت والتميز

عندما نسأل أحد كبار السن فنقول له: إذا عاد بك الزمان للوراء هل ستكون على هذا الحال؟ أغلبهم يجيبون: إذا عاد بنا الزمن للماضي، لما كنت في هذا الوضع، أو يقولون لأصبحت أفضل، وتراهم دائماً ينصحون أطفالهم بالاستغلال الأمثل للوقت، ويرددون الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك. وعندما تسأل ما الذي سيقف معك في مستقبلك؟ فلن تجد سوى علمك، والشيء الذي تعلمت من أجله، هذه الحتمية هي التي تدفع بك نحو العمل على استغلال أوقاتك الاستغلال الأمثل، خصوصاً في الشيء الذي سيقف معك ويساندك في المستقبل. الكثير من العظماء والمناضلين والناجحين أدركوا قيمة الوقت، ومنهم المناضل الشهير نيلسون مانديلا الذي قال «يجب علينا أن نستخدم الوقت بحكمة، وأن ندرك دائماً أن الوقت قد حان لفعل ما هو حق». ولا أقصد أن يتم تخصيص الوقت جميعه للمطالعة والعلم والقراءة، لأن الترفيه والترويح عن النفس أيضاً مطلب، ولكنني أقصد التوازن والدقة، وملاحظة ما يفوتك من الوقت ومحاولة تعويضه. ويبقى تنظيم الوقت له قيمة عالية وأهمية قصوى وبالغة، فيجب علينا تنظيم ساعات يومنا، بين أوقات الراحة والنوم والاسترخاء، وبين وقت للاستذكار والجد والاجتهاد، ووقت آخر للقراءة الحرة وتطوير النفس، فضلاً عن أوقات للمرح والرحلات والزيارات الاجتماعية، والحرص دوماً على أن لا يغلب محور أو جانب على الآخر، لأنك لو قُدر وخصصت معظم وقتك للقراءة فستملها، ولو خصصت وقتاً طويلة للاستذكار فإن عقلك سيرهق ويتعب ولن تستفيد، وفي اللحظة نفسها لو أمضيت وقتك في اللعب والزيارات، فإنك ستمل وتشعر بالفراغ، وخير وسيلة وأفضل طريقة هي التوازن، وأخذ من كل نشاط قيمته وجوهره، والانتقال لنشاط آخر، هكذا ستشعر بالحيوية والتفاعل، وأيضاً ستحقق النجاح، لأن إدارة الوقت أول خطوة في التميز. [email protected]