الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

لا إلزام شرعياً بالرد

جزم قضاة بعدم وجود إلزام شرعي للفرد بالرد على تهاني العيد والمناسبات الدينية الواردة إليه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في حين دعا مستشارون دينيون إلى الرد ولو بكلمات مختصرة. ويغرق مستخدمون لواتساب وغيره من وسائل التواصل الأفراد المدرجة أسماؤهم في أجهزتهم النقالة بسيل من مقاطع الفيديو ورسائل التهنئة بالعيد تنصلاً من زيارتهم، ما يثقل عليهم ويستنزف وقتهم في القراءة أو المشاهدة. واعتبر المستشار الديني في ديوان ولي عهد أبوظبي مدير جامعة محمد الخامس أكدال المستشار الدكتور فاروق حمادة الرسائل الواردة عبر واتساب من المثقلات؛ إذ يجد الشخص نفسه مضطراً لمطالعة أشياء نافعة وأخرى غير نافعة وثالثة لا تعنيه بالأساس، مشيراً إلى أن الأحرى بالمرء تجاهل تلك الرسائل التي لا تعنيه. وأوضح أن «رسائل التهنئة بالعيد تختلف في التعامل معها إذ ينبغي على المرسل إليه الرد على المهنئ بالعيد ولو بكلمات مختصرة، المهم أن يرد على التهنئة». وأضاف حمادة أن مثل هذه الرسائل تعتبر من باب التحية، والله عز وجل يقول «وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها»، مخيراً الأفراد بالرد على رسائل واتساب في غير المناسبات الدينية أو تجاهلها إن كانت تسبب له مشقة وإثقالاً على نفسه. ويرسل معيدون عشرات النماذج من القوالب الجاهزة أو المسبقة الصنع بغرض التهنئة متضمنة صوراً ومقاطع فيديو غريبة لا تمت للعيد بصلة، غير أنها تنتهي بالعبارة نفسها «كل عام وأنتم بخير» بعدما تكون أثقلت المرسل إليه بوقت يطول واستنزفت من وقته دقائق عدة. وأبان أن متلقي الرسالة أو الفيديو ليس مطالباً بإرسال مقطع صوتي أو مقطع مصور للرد على من هنأه بتلك الوسائط، ويمكن اختزالها بكلمات رقيقة مختصرة تكفي لرد التحية ولمد أواصر الأخوة والمحبة. من جهته، أكد القاضي في دائرة محاكم رأس الخيمة الدكتور محمد بن مفتاح الخاطري أنه لا يوجد إلزام شرعي للشخص بالرد على تهنئة وإطراءات العيد والمناسبات الدينية إلكترونياً سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو البريد الإلكتروني. وأوضح أن الرد على التهاني الإلكترونية في مناسبات مثل أعياد الفطر أو الأضحى أو السنة الهجرية مستحسن من الناحية الأخلاقية، مشيراً إلى أن من الأفضل والمستحب أن تكون التهنئة وجهاً لوجه نظراً لدورها في تعميق أواصر المحبة والألفة بين أفراد المجتمع. بدوره، حث الاختصاصي الاجتماعي الباحث والأكاديمي والمحاضر في كلية الآداب والدراسات الإنسانية ـ جامعة الشارقة وكليات التقنية العليا الدكتور إبراهيم الدرمكي على معايدة الأصدقاء والعائلة عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني في حالة السفر، مشيراً إلى أن التحية تكون بالمثل لإظهار الاهتمام لكل شخص على حدة، مع لفت انتباه الأطفال إلى أداء المهمة نفسها لتقوية صلة الأرحام. ونصح بإعداد قائمة لتحديد الشخصيات المقرر تهنئتها بالعيد، مع ملاحظة ضرورة أن يبدأ الصغير بمعايدة كبار العائلة قبل زيارتهم في صباح أول يوم من أيام العيد. وحدد مدة الزيارة في العيد بألا تتجاوز نصف ساعة كما فضل أن تجري بناءً على موعد مسبق حرصاً على حسن الاستقبال وكرم الضيافة.