الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

الإمارات تختصر مسيرة 3 قرون في 45 عاماً

تؤكد دولة الإمارات يوماً بعد يوم أنها نموذج عالمي فيما وصلت إليه من تقدم ورقي؛ إذ اختصرت الزمن وبنت في أقل من 50 عاماً كيانها القوي، وتطورت وتفوقت على أمم ودول بدأت مسيرتها منذ زمن بعيد. واختصرت الدولة في أقل من نصف قرن مسيرة تحتاج إلى أكثر من 300 عام؛ إذ مرت بعصر اللؤلؤ (ما قبل النفط)، ثم عصر النفط (عصر المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه)، ورغم أن عصر النفط مازال قائماً ومستمراً، إلا أن الإمارات بطبيعتها وبذكاء قيادتها، تسابق الزمن وتستعد لعصر ما بعد النفط منذ زمن. وتحتاج هذه العصور الثلاثة في أي بلد في العالم، على أحسن تقدير، إلى ما لا يقل عن ثلاثة قرون لكي تتحقق، ولكن الإمارات عاشتها في أقل من نصف قرن بفضل من الله، ثم بفضل قيادة واعية تسابق الزمن، وشعب مخلص يخط تاريخاً مشرقاً بحروف من نور فوق صفحة الرمال المتحركة، وأبناء وفوا العهد فبنوا مدناً عصرية متكاملة فوق مياه البحر الزرقاء. ويمتاز وقع التطور في الإمارات بسرعة استثنائية، لأنه يسير وفق نهج مدروس نابع من داخل المجتمع؛ إذ تضع القيادة الرشيدة التطور في أعلى درجات الهرم، في كل رؤية تتبناها، وفي كل استراتيجية تطلقها، وفي كل خطة تنفذها، وتعتمده كهدف استراتيجي مطلوب تحقيقه وفق جدول زمني لا يمكن لمسؤول أن يحيد عنه قيد أنمله. وأفادت الصحافية الألمانية «بربارا شوماخر»: «زرت الإمارات عدة مرات، وفي كل زيارة أرى كل شيء يتغير ويتطور، وكنت شاهدة على تحول وسائل النقل من الجِمال إلى السيارات، وتطور الطرق من مدقات صحراوية تضيع معالمها مع أول نسمات الصباح، إلى طرق فسيحة معبدة بمقاييس عالمية، والمطارات التي كانت عبارة عن أرض بور لا حياة فيها، أصبحت اليوم تضج بأزيز الطائرات التي تقلع وتهبط كل دقيقة. وأردفت: الآن عندما أجوب الصحراء أجد في أماكن مضارب بيوت الشعر القديمة نفسها، بنايات تتعدى الـ 20 طابقا تتلألأ وسط الصحراء، وعندما أبحر في أبوظبي أجد الجزر التي كانت موحشة تحولت إلى مدن عصرية متكاملة، وفي دبي هيرات اللؤلؤ أصبح فوقها جزر، والجزر بنيت فوقها مدن خيالية عند رؤيتها تحتبس الأنفاس. وتتفق آراء المؤرخين والباحثين على أن عام 1971 كان نقطة مفصلية في تاريخ الإمارات، إذ بدأت تتشكل الإمارات الحديثة على يد المؤسس الراحل المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. واستمرت القيادة الرشيدة على نهج زايد الخير، وتريد اليوم وهي تستعد لعصر ما بعد النفط أن تكون مركزاً صناعياً وتجارياً عالمياً، حسب رؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله. الأولى في التواصل مع العالم شجع انخفاض تكلفة الاستيراد والتصدير، المستثمرين الذين يستطيعون الوصول إلى أسواق الإمارات بمنتهى السهولة، إذ يوجد في الإمارات سبعة موانئ كبرى ومتوسطة تسهل الوصول إلى طرق الشحن في الخليج العربي. وتملك الإمارات عدة مطارات تخدم المسافرين إلى 234 مقصداً في العالم، وأسهم ذلك في أن تحتل الإمارات المرتبة الأولى في فئة إمكانية التواصل مع العالم. الاستعداد لعصر ما بعد النفط تمكنت الإمارات من ولوج الألفية الثالثة وهي تخطو خطوات مهمة نحو عصر ما بعد النفط، والبحث عن مصادر جديدة للدخل، خصوصاً مع هبوط أسعار النفط إلى مستويات قياسية تجاوزت الـ 45 دولاراً للبرميل الواحد، واستطاعت ترسيخ مكانتها الاقتصادية في العالم أجمع. وأصبحت الدولة على قائمة أكبر الاقتصادات الناشئة في العالم، وهو ما عكسه التسارع في نسب النمو الذي حققته على جميع الأصعدة، إذ أسهمت الطفرة الاقتصادية في تعزيز جاذبية الدولة لاستقطاب الاستثمارات من شتى أنحاء العالم، وذلك بفضل سياسة الانفتاح الاقتصادي والقوانين المرنة. أيقونة التطور والابتكار يؤكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن الإمارات ستحتفل مع آخر شحنة نفط يجري تصديرها بعد 50 عاماً، وذلك لأن الإمارات أيقونة التطور والتقدم والابتكار والإبداع، ودولة المستقبل. ولا شك أن دولة المستقبل في الإمارات ماضية لقطف ثمار ما تغرسه في جينات أبنائها من أجل غدٍ أفضل، ليس فقط للمواطنين وإنما لكل المقيمين على هذه الأرض الطيبة، ولكل مسهم في نهضة مستقبل هذا البلد، الذي سيعم خيره بلا شك على جميع القاطنين فيه. الصناعة ركيزة النمو المستدام سعت الإمارات إلى التركيز على القطاع الصناعي باعتباره إحدى الركائز الأساسية في تحقيق النمو الاقتصادي المستدام، وبدأت بالصناعات المرتبطة بالقطاع النفطي، إذ حققت الصناعات التحويلية تقدماً كبيراً فيها، وذلك بالتزامن مع التقدم في حجم الإنتاج. وركزت الإمارات على الاهتمام بالصناعات الأخرى، وخصوصاً الصناعات المعدنية والأثاث، الخشب، الألمنيوم، مواد البناء والآلات والمعدات. تصدُّر قائمة دول المستقبل تصدرت الإمارات المركز الأول على قائمة دول المستقبل لعام 2015 ـ 2016 في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في مؤشر مجلة «إف دي أي» (الاستثمارات الأجنبية المباشرة). واحتلت الإمارات المركز الأول في جميع الفئات، وشملت الإمكانات الاقتصادية وتسجيلها أقل معدل للبطالة بين دول المنطقة 3.8 في المئة، في الوقت الذي تتمتع فيه بأعلى مستوى من معدل نمو إجمالي الناتج المحلي. 1514 مشروعاً استثمارياً جذبت الإمارات 1514 مشروعاً استثمارياً بين عامي 2010 و 2014، بناء على مؤشر الاستثمار الأخضر لأسواق الاستثمار الأجنبي المباشر، وهو أعلى معدل جذب للمشاريع الاستثمارية الأجنبية في الشرق الأوسط وأفريقيا. وأظهر تقرير المجلة أن نحو ثلث الشركات المستثمرة والعاملة في الإمارات، أكدت أن القدرة على النمو محلياً من أبرز أسباب اختيارها الاستثمار في دولة الإمارات.