السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

الامتحانات أو الاحتفال بالعيد وبقاء الهوية

الأسلوب العشوائي الذي نتخذه منهجاً في حياتنا هو ما يفضي بنا إلى أن تتحول كل فكرة إلى إشكالية، وما يحدث خارج الأوطان هو جزء لا ينفصل أو يختلف عما هو موجود داخلها؛ ففي فرنسا، على سبيل المثال، منذ سنوات أعلنت الحكومة عن رغبتها في جعل أول يوم العيد هو عطلة رسمية، لكن هذا لم ولن يتحقق، لأننا ببساطة حتى الآن لم نعتمد أسلوباً واحداً محدداً لبدء العيد. اليوم، تشهد فرنسا جدلاً كبيراً بسبب قرار اتخذته الإدارة العامة للامتحانات يسمح للطلاب المسلمين بتأجيل امتحانات الإعادة الشفوية للبكالوريا (الثانوية العامة) لمدة يوم أو يومين للاحتفال بالعيد، وهو ما أشعل الأوساط التعليمية والنقابية، ليس رفضاً للمبدأ بل لأنه لا يجوز الإعلان عن هذا التأجيل أثناء الامتحانات، بل المفترض أن يكون اليوم معروفاً مسبقاً كي يمكن ترتيب جدول الامتحانات بما يتماشى وحلول العيد. وصار التساؤل حول الامتحانات أم العيد يقسم الوسط التربوي في فرنسا. ويرى المعترضون أن هناك منشوراً منذ العام 2004، يحض المؤسسات التعليمية على اتخاذ الإجراءات الضرورية لتحديد مواعيد الامتحانات، مع تجنب تصادفها مع الأعياد الدينية الكبرى، لكن المشكلة مع عيد الفطر أن موعده لا يحدد قبله بوقت كافٍ، فمثلاً أعلن هذا العام عن موعده قبل يومين فقط، وهو ما يتعارض مع جدول الامتحانات الذي يوضع قبل أشهر طويلة؛ بما يعني أن الجميع قد استفادوا من ذلك المنشور المشار إليه ما عدا المسلمين. حتى احتفال الأبناء بالعيد ممنوع، بسبب انقسامنا حتى في ظل موافقة حكومات الدول التي يعيشون فيها، لأننا لا نعير مثل هذه الأمور أي اهتمام يذكر، ثم نتحدث عن صورتنا وضرورة أن تكون الجاليات العربية والمسلمة في الخارج قوية ومؤثرة؟ [email protected]