أرح قلبك ..

الحياة محطات يمر بها البشر جميعاً، وقد تكون هذه المحطات مفرحة، وقد تكون محزنة، وقد تكون محطات مليئة بالحب أو مليئة بالدموع. يتعلم الإنسان من التجارب التي يمر بها، وتصبح دروساً لا ينساها في حياته. والتجارب القاسية والمؤلمة تعلم أكثر من المفرحة لأنها ببساطة لا تُنسى. وفي كل محطة يمر بها الإنسان يلتقي بقلوب ووجوه وأحاسيس، منها ما يبقى، ومنها ما يتركه خلفه. قد يمر الإنسان بحالات صمت واكتئاب نتيجة ما تعرض له من ظروف قاسية .. والصمت مخيف لأننا لا نعرف ماذا يختبئ وراءه، فقد يلجأ البعض له نتيجة انهيارات عصبية وصدمات، أو أن الشخص بحاجة لمن يواسيه ويخفف عنه. وبعض التجارب القاسية التي يمر بها الإنسان تولّد لديه مشاعر الخوف والقلق والتوتر وعدم الشعور بالطمأنينة، وطبعاً هذه الأمور تتفاوت من شخص لآخر، لكن عندما ترتفع النفس إلى منزلة التقوى والإيمان والطاعة والعبادة تصبح النفس غير قابلة للمرض. لنترك همومنا وأحزاننا جانباً، ونحمد الله تعالى على حياتنا، فهناك دائماً شيء جميل ينتظرنا بعد الصبر، ليفرحنا وينسينا مرارة الألم التي عشناها، فالحمد لله، كلما ضاقت قلوبنا وبكت، والحمد لله على كل حال، والقادم أجمل بإذن الله .. تلك ثقتي بربي، وما ابتلانا الله إلا لأنه يحبنا، وكل شيء سيكون بخير مادام الله معنا، فابتسم دائماً لأن عائلتك مازالت تغمرك بوجودها، ومازلت محاطاً بمن يحبك .. فالله تعالى لا يبتلينا بشيء إلا وبه خير لنا، حتى وإن ظننا العكس، فالمرض ابتلاء، والحنين ابتلاء، وكل أمر يزعجنا ويعكر صفو المزاج وينزل دمعتنا هو ابتلاء .. فلا ننسى وعد الله «وبشر الصابرين» .. أرح قلبك .. وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون.