السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

عيون لندن .. على الإرهاب

تكررت الأعمال الإرهابية في العديد من دول العالم، وتأتي حادثة لندن في اليوم نفسه الذي أحيت فيها بلجيكا ذكرى مرور سنة على أسوأ حادث إرهابي تشهده في تاريخها، قتل فيه 32 شخصاً في تفجيرات انتحارية على مطار بروكسل ومحطة قطارات في العاصمة البلجيكية. فقد ربط المحللون بين الحادثين. وبما أن التشابه كبير في المعلومات ولكن يختلف عدد الضحايا. قاد المهاجم سيارة مسرعة على جسر وستمنستر، ودهس بها عدداً من المارة، ثم نزل وجرى باتجاه البرلمان، وطعن شرطياً قبل أن تطلق الشرطة النار عليه، وترديه قتيلاً. وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن الحادث الإرهابي. ولهذه العناصر الإرهابية كلها يجب أن نضيف دور الدول الكبرى الغامض في تبادل المعلومات. فيما تناقلت وسائل الإعلام نبأ عاجلاً، يفيد بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقول إنه حصل على معلومات بشأن أحداث لندن، وقامت شرطة نيويورك بتعزز الأمن حول مقري البعثة والقنصلية البريطانيتين. وما يمكن أن يُقال اليوم إن الحقائق والمصائر تتشكل حسب الرغبات أو حسب المصالح وسط تلاعب تكتيكي تكنولوجي، مر على العالم الكثير منه. لو ذكرنا مثالاً واحداً فقط كشاهد على تاريخ دمار العراق، حين استطاعت أمريكا أن تقنع العالم بصور فيديو لأسلحة الدمار الشامل التي قامت الأقمار الصناعية بنقلها وبثتها عبر وكالات الأنباء. وعلى أهمية هذه الأحداث فإن كثيراً من الترهات والأباطيل يتم تهريبها إلى أنحاء متفرقة من العالم، والقائمة تطول. حين لا يكون أمامنا إلا التجمهر ضد الحقائق، علينا أن نسجل ما يحصل من سيل الوقائع المبهمة والمحيرة، حيث سلط الموقع الإلكتروني لصحيفة «إندبندنت» الضوء على ظهور منشور في منتدى على الإنترنت توقع الهجوم الإرهابي. وجرت الإشارة إلى موقع الحادث بالمنشور من خلال رمز غريب، جنباً إلى جنب مع صورة، إذ نشر المستخدم سلسلة من النقاط، عندما ترجمت ظهر رابط يشير إلى جسر وستمنستر، الذي سار عليه المهاجم، في الجانب الذي يقع به البرلمان على وجه التحديد، حيث وقع إطلاق النار. حسب ما نقلته مواقع ووكالات أنباء عدة. إن البلدان الآمنة البعيدة عن الحروب وساحات الصراع ليست بمنأى عن أزمنة مضطربة تعاني مشاهد الإضراب والتفكك والزعامات التي تحلم بالسيطرة على منظمات عديدة، واحتلال المراكز الأولى في صناعة إمبراطوريات جديدة. [email protected]