الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

مملكة الخيال

بخيالهم أبدعوا ضمن ورشة في «أدب اللامعقول»، أشرفت عليها في مرحلة تمهيدية ضمن ورشة لكتابة القصة، فطربتُ لسعادتهم بما أنتجه خيالهم. يقول الفيلسوف الألماني إيمانويل كانت: «الخيال أجَلُّ قوى الإنسان، وأنه لاغِنى لأيّةِ قوة أخرى من قوى الإنسان عن الخيال وقلما وعى الناس قدر الخيال وأهميته». ظل الخيال مرادفا للوهم فترات طويلة في القرون البعيدة، ولم ينظر له على أنه سمة من سمات التفكير الإيجابية إلا مؤخرا، يقول الدكتور شوقي ضيف «الخيال يفترق عن التفكير، وإن كان كلٌ منهما يستعير مواده من الواقع، وذلك لأن التفكير يقوده غرض مُحدود هو محاولة معرفة الحقيقة فهو استكشافي محض، لايفترض شيئا ولا يخلق علاقات جديدة بين الأشياء، ولايغير في أشكالها وعناصرها أما الخيال فلا يقف عند ذلك، بل يعمد إلى التغيير في هذه العناصر غير مقتنع بعلاقاتها، بل يضيف إليها علاقات جديدة ، تنزعها من واقعها نزعا في كثير من الأحيان». والخيال نوعين حسب الشاعر والناقد الإنجليزي كوليردج، الخيال الأولي والخيال الثانوي: أما الخيال الأولي فهو القوة الحيوية والعامل الأول في كل إدراك إنساني وهو علمي في وظيفته، ويقابل ما يدعوه «كانت» الخيال الإنتاجي، فكل إدراك علمي لابد فيه من هذا النوع من الخيال، أما الخيال الثانوي: فهو صدى للخيال السابق، يصاحبه دائما الوعي الإرادي، وهو يتفق مع الخيال الأول في نوع عمله، ولكنه يختلف عنه في درجته وطريقة عمله، لأنه يحلل الأشياء ، أو يؤلف بينها، أو يوحدها، أو يتسامى بها ليخرج من كل ذلك بخلق جديد، ومجاله الفن وهذا النوع من الخيال يدعوه «كانت» الخيال الجمالي. وقد عرفت الأمم في ماضيها الخيال الديني والخيال الأسطوري والخيال الشعبي، تناولوها في أشعارهم وفنونهم، وفى عصرنا هناك نوع من الخيال لم يكن مطروقاً من قبل وهو الخيال العلمي القائم على الحقائق والمُسْتَمَد من التطورات الهائلة التي تشهدها الإنسانية. تذكرت كل ذلك وأنا أعيد قراءة مجموعة قصصية قديمة عندي بعنوان «العمر خمس دقائق» أهداني إياها الإعلامي عادل معاطي، من تأليف أخيه الأصغر الكاتب صلاح معاطي، وكلنا يعرف أخاهم الأصغر الساخر والسيناريست يوسف معاطي، والمجموعة من فئة الخيال العلمي. لنطلق الخيال لأطفالنا فهو التربة المنتجة للإبداع. [email protected]