ض المستهلك

«ض المستهلك» مبادرة أطلقتها دائرة التنمية الاقتصادية في دبي، بغرض تعريب فواتير الشراء وعروض الأسعار وخدمات مراكز الاتصال والاستقبال في جميع المنشآت التجارية في إمارة دبي. وعلى الرغم من أن ثمة قانوناً اتحادياً يجعل من ذلك أمراً واجب التنفيذ على مستوى الدولة، فإن ما نراه على أرض الواقع مختلفاً تماماً، وما زالت اللغة العربية غائبة كلياً في كثير من الحالات لمصلحة اللغة الإنجليزية، متسببة في كثير من الإشكالات والمآزق لمستهلك شاءت ظروفه ألا يجيد سوى لغته التي نشأ عليها، وهو مستهلك موجود في كل مكان. ظاهرة لها بُعد اقتصادي واضح، لكن الأهم بُعدها الثقافي، فنحن بلد عربي له هوية وثقافة وتاريخ، ولا يصح التضحية بكل ذلك على مذبح المصالح الأنانية لشركات يهمها الربح قبل كل شيء. وبالطبع، فلا أحد يطالب بمنع التعامل بأي لغة من لغات العالم، فنحن في عصر أصبح فيه تعدد الثقافات أمراً واقعاً، وبما أنه كذلك فمن حق اللغة الأم أن تكون موجودة وحاضرة جنباً إلى جنب مع اللغات الأخرى، هذا في أقل تقدير، لا أن تكون محاربة على النحو الذي نراه ونعايشه ونلمسه. «ض المستهلك» لا ينبغي أن تكون مبادرة فقط، بل لا بد أن تتحول إلى حملة وطنية واسعة مدعومة بقرارات فورية التنفيذ، حفاظاً على هوية مشروع حضاري وتنموي رائد أسست له الإمارات، وكان من إحدى أهم ركائزه عروبته وتراثه وأصالة جذوره. [email protected]