الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

اللعب على المكشوف

بعد الأحداث الكثيرة التي مرت بها المنطقة العربية وبعد أحداث الربيع العربي، تكشف الكثير من الخبايا التي يقف العدو خلفها، لنا عدو ظاهر ولنا عدو باطن لا يظهر وجهه لأحد، فهو يلعب دور الصديق في حين أنه هو العدو. وأحداث اليمن كان لها الأثر البالغ في كشف مخطط إرهابي تدور رحاه الفكرية في الغرب من جهة وفي الشرق من جهة أخرى. ولعل «عفاش» والحوثي كشفا النقاب عن آخر المخططات الإرهابية فكراً وفعلاً، حيث فضح اجتماع الكويت نيات الانقلابيين ومن يقفون خلفهم. لا يخفى على أحد ما تتمتع به منطقتنا العربية وخصوصاً الخليج من موارد مالية واقتصادات متزنة لم تتأثر كثيراً بالأزمات، ولعل تحوّل الأموال العالمية من مختلف الأقاليم العالمية إلى منطقة شبه الجزيرة، وخصوصاً بلاد الخليج العربي المترابطة فكراً وديناً وتاريخاً، أثار حفيظة قوى خارجية تعاني التخبط في اقتصاداتها. «عفاش» والحوثي هما الأداة الأكثر استخداماً حالياً لإرهاب الناس وقتل الأبرياء، وتشتيت جزء عريق من التاريخ العربي القحطاني العدناني المسلم إسلاماً متزناً. يحاول الحوثيون بكل الطرق إطالة الحرب، وكذلك المخلوع يحاول مراهناً على مد الزمن، فتراه تارة يحارب وتارة يطلب اجتماعاً طارئاً، على حد قوله، لاحتواء الأزمة. ولو عدنا لتاريخ اليمن بعد مرحلة اليمن الجنوبي واليمن الشمالي لوجدنا أن صالح لم يدخر جهداً في تحطيم الجنوب، وخصوصاً منطقة عدن عاصمة الجنوب القديمة تلك المدينة الحضارية، وكذلك زرع بذور الفتنة بين محافظة أبين ومحافظة الضالع، وقسم الضالع ويافع إلى محافظتين كي يضعفهما. واليمن لن ينسى كلمته المشهورة عندما رشقته نساء عدن بالحجارة والأحذية «لأجعلن عدن مقبرة». هذا الرجل لم يخن اليمن حديثاً فهو عميل قديم ويحمل أجندة قديمة، فهو حطم اليمن قديماً ويحطمها حديثاً، لكن عاصفة الحزم عصفت بكل أحلامه وأمانيه، وكذلك فعلت بالحوثي خادم إيران، فالحوثي بعيد كل البعد عن الإسلام، فهو أداة مجرمة تضمر الشر لكل من يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله. الحوثي وصالح لم يعد أمامهما شيء إلا الاستسلام، فأصدقاؤهم في اليمن قد انخلعوا عنهم، وخصوصاً تلك القبائل التي كانت تساندهم. الآن صالح يبحث عن مهرب والحوثي ليس أمامه إلا القتال للنهاية، وهو يتجرع المر كل يوم، فالتحالف العربي لن يسمح له بأن يرفع رايته في اليمن. هذا الحوثي أشبه بالمغولي فهو أداة حرب لا أداة سياسة، لا يعرف إلا التدمير، وهو يسير إلى مصير محتوم، هو الموت تحت ظلال سيوف الحق. الآن جاء الوقت لكي تدرك كل القبائل اليمنية أنه لا حياة لها مع بقاء صالح والحوثي، آن لهم أن يدركوا أن نار الحوثي لن تستمر طويلاً، فالحوثي وقع تحت أقدام قوم هم أهل حرب وأهل بأس شديد، إنهم أبطال الخليج، أبطال التحالف العربي.