الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

إنسانية مزيفة

هل يحق للبعض تصوير الفقير المحتاج من الناحية الشرعية والقانونية؟ لا سيّما أن أغلب الصور لأطفال، فأين حقوق الطفل باعتباره إنساناً؟ فالطفل يحظى في نظر الإسلام والقانون بأهمية بالغة نظراً لأنه ثروة الأمة وعمادها، فهل يحق تصوير الفقير المحتاج لمجرد أنه كذلك؟ أليس هذا تعدّياً على خصوصيته؟ فنحن بحسن نيّة نحتسب عند الله الأجر والثواب، نتسابق في نشر الخير والعمل الإنساني، لكننا نتمادى في إظهار إنسانية قد تكون للأسف زائفة، فنجتهد ألا تقع إنسانيتنا في مُحرّمات الشرع كالرياء والسُمعة أو تُخالف القانون في تصوير أطفال أبرياء رماهم هذا الوضع بهذه الصورة المُزرية البائسة دون رضاهم. أتساءل هنا! من المسؤول عن فقر هؤلاء؟ بل من المسؤول عن وجود أطفال دون الخامسة بلا مأوى أو ملبس أو مأكل في العديد من المجتمعات العربية؟ ألم تنشأ الجمعيات والقلوب الإنسانية والأيادي البيضاء! فإلى متى نرى هذا البُؤس، لم لا يتوقف؟ لم لا نرى هؤلاء الأطفال يُمسكون قلماً ويلبسون أجمل وأنظف الثياب وينعمون كما ينعم غيرهم! أتمنى من أصحاب الإنسانية والقلوب الرحيمة أن يرسلوا لنا صوراً راقية. هذا بالفعل ما أتمناه .. فلنتفاءل أن نرى ثمار الخير على الصغار ونتوقف عن نشر البؤس، لننشر الجمال ونضع بصمات الخير عليها. لننشر الحب والتسامح والسعادة في أطفال العالم، ننشر الخير ونكسوه العالم، فعندما تكون أحلام الفقراء تفوق عالمنا خيالاً لأنهم لا يريدون مالاً أو منصباً ولا يتنافسون على توافه الدنيا لأنهم يبحثون عن السعادة الحقيقية .. ليتنا نصورهم وهم يُمسكون قلماً، أو يدخلون الجامعة، أو وهم يرتدون أرقى الملابس، ليرفعوا كرامتهم ويتحدوا الفقر بالعلم ويُعلوا راية الانتصار عليه وعلى الجهل.