مقارنة الأبناء بأقرانهم .. قتل للطموح وتدمير للذات

دعا اختصاصيون أولياء الأمور إلى ضرورة الابتعاد عن مقارنة أبنائهم بأقرانهم من الأشقاء والأصدقاء والأقارب والشخصيات المشهورة، مؤكدين أنه أسلوب مدمر لشخصية ونفسية الطفل، خصوصاً في مرحلة الطفولة. وأوضح لـ «الرؤية» اختصاصي الرعاية النفسية الدكتور محمد فهمي أن استخدام أسلوب المقارنة في تربية الأبناء يغرس فيهم الإحساس والشعور بالدونية الذي يحولهم في الكبر إلى أشخاص أنانيين ومتكبرين يبالغون في مميزاتهم ويكثرون في الحديث عن عيوب من حولهم، كأسلوب دفاعي ضد من يحاول التقليل من شأنهم. وأفاد فهمي بأن المقارنة تتسبب في قتل طموح الأطفال وتعزز شعورهم بأنهم أقل من أن يحققوا إنجازات أو نجاحات، فضلاً عن تنمية حالة اللامبالاة لديهم. ورأى أن الأخطر من ذلك أن يمتد الأمر إلى أن يصبح الابن شخصاً حسوداً وحاقداً لأنه أصبح دائم التركيز على إمكانات الآخرين وما يمتلكونه من مواهب من دون النظر أو الشعور بمواهبه وإمكاناته. من جانبها، أكدت الاختصاصية الاجتماعية ناريمان أحمد ضرورة تحفيز الأبناء عبر تقدير مواهبهم مهما كان نوعها أو حجمها، مع ضرورة تجنب التركيز فقط على التفوق الأكاديمي، وكذلك تجنب الإلحاح على الطفل في فعل شيء معين خصوصاً إن كان لا يرغبه، لأن ذلك يدفعه نحو العناد. وشددت أحمد على أهمية مساعدة الطفل في اكتشاف دوافعه عبر الملاحظة والمناقشة، إضافة إلى العمل على تنمية مهاراته وقدراته.