الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

توجه قطر نحو إيران جغرافياً

صرح وزير الدفاع القطري مؤخراً بأن بلاده لن تدعم أي عمل عسكري ضد إيران، وهو ما يضاف إلى تصريح حمد بن جاسم سابقاً عندما قال لن نسمح باستهداف إيران من قاعدة العديد في قطر .. وكلا التصريحين يختصر ماهية سببية وجود طهران وغيرها في الدوحة، خصوصاً بعد قطع العلاقات مع الأخيرة، من دول عربية عدة، لتحجيمها وقطع مددها للإرهاب ومن تؤوي من إرهابيين. وعندما نعود قليلاً إلى كل ما يجري في قطر قبل قطع العلاقات معها وما بعده، وكل ما تعرى من فضائح تنظيم الحمدين والإرهاب بسبب قطع العلاقات، يثبت صدق مقولة حمد بن جاسم في ذلك اللقاء أو صدق نية تنظيم الحمدين في محاولات الارتحال بقطر خارج منظومة دول الخليج والحضن العربي، بالتغريد المتتالي والممنهج عبر التصريحات وبعض الأفعال خارج السرب العربي منذ ما قبل 2011 (عام ثورات الخراب) وحتى الآن .. ضمن مسار ممنهج لـ «فرسنة» جغرافية قطر سياسياً على أقل تقدير، وكأن قطع العلاقات أمنية تحققت لتنظيم الحمدين بدلالة افتعاله لأسبابها أول مرة، برغم أنها عبء كبير على عرب قطر وعروبة قطر وعلى تنظيم الحمدين نفسه. والآن لا ندري كيف يريد تنظيم الحمدين أن يقنع بعض العرب عبر الإخوان وآلات إعلامه وإعلامهم حلفاء إيران بأن قطر تعمل ضد إيران في سوريا وما قبلها العراق الذي استهدف ودمر من قاعدة العديد في قطر. وإن كان طرد القوات القطرية الخائنة من عاصفة الحزم العربية في اليمن بسبب الخيانة لمصلحة إيران، فكيف يريدون أن يدّعوا «عروبتهم» .. وكذلك عبر الإخوان من غزة بحماس بأن قطر تعمل لمصلحة الفلسطينيين ولمصلحة القدس، وهي التي تؤوي سفارة إسرائيل في الدوحة وتطبع وتركيا مع محتل فلسطين بالكامل، وتطبع مع إيران من خلال تطبيعهما مع محتل فلسطين. إن الحقيقة التي ثبتت يقيناً هي أن تنظيم الحمدين وشركاءه وحلفاءه في ثورات الخراب انتقلوا للعمل على بث وتهييج وتحمية القوة الناعمة بين شعوب المنطقة ونظمها بعد أن فشلوا في بث القوة الخشنة التي تبنّوها دعماً بالأقوال والأفعال، وما جرى في الآونة الأخيرة من تغطية إعلامية مهيجة لأحداث الأردن دليل كافٍ على شيء من حقيقة طموح تنظيم الحمدين وحلفائه الإقليميين، ومؤشر على انتظامهم بعمل جماعي للتخريب الناعم عبر غطاء كثيف من التصريحات المتناقضة للتضليل على الغاية والهدف، وهي تمرير القوة الناعمة (الحقوق) بين النظم العربية الثابتة بعد تمرير القوة الخشنة (الثورات) التي ثبت فشلها ووعي الناس بحقيقتها.