الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

تسارع اختفاء الغابات العذراء ينذر بكارثة بيئية عالمية

خسرت غابات العالم العذراء بين عامي 2014 و2016 مساحة تقدر بـ 90 ألف كلم مربع في العام الواحد، أي ما يوازي مساحة دولة متوسطة الحجم مثل النمسا. ووفقاً لمجلة العلوم والمستقبل الفرنسية، حذرت دراسة حديثة من تسارع وتيرة تدمير الغابات البدائية أو العذراء منذ بداية القرن الحالي، وهي الغابات التي توصف بأنها لا تزال على شكلها البدائي ولم تطلها يد الإنسان بعد. وعلى الرغم من الجهود المبذولة في سبيل حفظ هذا النوع من الغابات، إلا أن عشرة في المئة منها اختفت أو تدهور وضعها أو شطرت إلى نصفين منذ عام 2000، بحسب نتائج تحليل صور الأقمار الصناعية. وأوضحت الدراسة التي عرضت نتائجها أخيراً أثناء ندوة في جامعة أوكسفورد البريطانية حول وضع الغابات العذراء في العالم، أن الأخيرة خسرت معدل 200 كلم مربع يومياً منذ 17 عاماً. وأعربت الخبيرة فرانسيس سيمور عن قلقها من نتائج الدراسة واصفة تدهور الغابات العذراء بالمأساة، كون البشر يدمرون أحد العناصر الحيوية لاستقرار المناخ. وأضافت «الغابات العذراء تعد البنية الطبيعية الوحيدة لتخزين غاز الكربون، كما تلعب هذه الأخيرة دوراً حاسماً في حفظ التنوع البيولوجي وتحسين جودة الماء والهواء، فضلاً عن اتخاذها من قبل نحو 500 مليون إنسان مصدراً لكسب العيش». ويُعرف الخبراء الغابات العذراء، بأنها المساحات الخضراء الخالية من أي نشاط بشري كبير، من قبيل الطرق والمناجم والسكك الحديدية أو الأنشطة الزراعية. وكانت المساحة الإجمالية لهذا النوع من الغابات عالمياً في حدود 11.6 مليون كلم مربع عند شهر يناير 2017، إلا أن عدداً كبيراً من بلدان العالم مهدد بفقدان غاباته البدائية في غضون 15 أو 20 عاماً، بحسب بيتر بوتابوز الخبير المسؤول عن الدراسة. ودقت الدراسة جرس الإنذار بأن استمرار تدهور هذه الغابات بالوتيرة الحالية سيجعلها تختفي نهائياً بحلول عام 2030 من دول مثل البارغواي ولاوس وغينيا الاستوائية، و2040 من جمهورية أفريقيا الوسطى ونيكاراغوا وميانمار وكامبوديا وأنغولا. وحمل الباحثون المسؤولية للأنشطة الإنسانية الكبرى مثل الزراعة واستغلال الغابات في الدول الاستوائية، والحرائق في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، والمناجم وأشغال الحفر في روسيا وأستراليا.