الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

عدوى الـ «هيكيكوموري» تنتقل من اليابان إلى فرنسا

بدأت ظاهرة الـ(هيكوكوموري)، والتي تعني (اصمت)، تغزو فرنسا منذ سنوات، لكنها اليوم تشكل هاجساً مؤرقاً للمعنيين في المجالات المختلفة بسبب تزايدها بشكل لافت للنظر. وبشكل عام سيكون هناك عشرات الآلاف من المراهقين والشباب قابعين في غرفهم لعدة شهور أو ربما سنوات في مختلف بلدان العالم، ظاهرة غريبة بدأت في اليابان وتؤثر الآن في العديد من بلدان العالم. ووفقاً لصحيفة لوفيغارو الفرنسية فإن ألكسندر، 22 عاماً، لم يغادر غرفته منذ ست سنوات، هو عاطل عن العمل ويعيش مع والدته في قرية صغيرة بوسط فرنسا ويقضي أيامه في تصفح الإنترنت والقراءة. وأكد ألكسندر أنه مكتفٍ ذاتياً، ولا يشعر بالملل أبداً، وبالنسبة له أيامه ليست متشابهة فهو بشكل عام يعيش خارج الوقت. وجرى توثيق هذا السلوك في عام 1990، وأجريت العديد من الدراسات من حوله لكنه لم يكن يشكل أي ظاهرة. غير أن الأمر قد اختلف تماماً منذ عام 2011، حيث بات الأمر مرصوداً بدرجة كبيرة دعت إلى التعاون بين أطباء نفسيين يابانيين وفرنسيين. ولفتت لوفيغارو إلى أن بلداناً أخرى قد بدأت تتأثر مثل الولايات المتحدة وإسبانيا وكندا والبرازيل وإيطاليا، حيث يأخذ المراهقون في الانسحاب من الحياة، كما لوحظ أن الأمر كله أخذ في الانتشار في بلدان أخرى، من دون تحديد الأعداد بدقة كما هو الحال في اليابان. وفي اليابان التوجه للبقاء في الداخل وعدم الخروج هو اختراع ياباني بامتياز، ارتبط منذ البداية بالضغط المدرسي وقسوة عالم العمل، حتى صارت ظاهرة تأخذها الحكومة على محمل الجد لمواجهة الشيخوخة النفسية المبكرة لشعب منعزل. على العكس ترى الطبيبة المتخصصة، ماري جين بورديو، في حديثها مع لوفيغارو أن هذه الظاهرة لا علاقة لها بأي اضطرابات عقلية ولم تصنف بعد على اعتبارها مرضاً. فالشخص الذي يتجه إلى مثل هذه العزلة هو شخص لا يريد أي شيء. بمعنى أدق هو إنسان لم تعد بداخله أي رغبة للمعارضة أو الصراع، وهذا نوع متقدم جداً من المقاومة السلبية، وهؤلاء الأشخاص يعيشون في هدوء مع ذويهم، وبعضهم ليسوا طلاباً أو موظفين، لهذا تثير هذه الظاهرة غير معروفة الأسباب قلقاً متزايداً.