الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

مونديال روسيا يفتقد أيقونة منتخب السامبا كلوفيس فرنانديز

فقدت نهائيات كأس العالم الحالية في روسيا أحد أشهر المشجعين في العالم البرازيلي «كلوفيس أكوستا فرنانديز»، الذي وافته المنية قبل عامين من الآن، ليكون المونديال الأول في تاريخ النهائيات منذ عام 1990، الذي لا يشهد مشاركة المشجع الأسطوري. ولم يتغيب كلوفيس أكوستا فرنانديز، الذي يعرف باسم (غاوتشو)، عن دعم منتخب بلاده في البطولات الخارجية منذ العام 1990، وهو ما يتطلع إلى تحقيقه خليفته وابنه فرانك باستكماله المسيرة التي انطلقت قبل 28 عاماً. ولعل الجميع يذكر تلك الصورة التي يظهر فيها كلوفيس وهو يعانق نسخة من كأس العالم والدموع تملأ عينيه عقب الهزيمة المذلة التي تلقاها المنتخب البرازيلي في نصف نهائي 2014 على يد المنتخب الألماني بسبعة أهداف لهدف وحيد، حيث لاقت تلك الصورة رواجاً كبيراً في جميع أنحاء العالم. وبدأت شهرة فرنانديز تتسع مع انطلاقة نهائيات كأس العالم 2002 التي نظمتها كل من كوريا الجنوبية واليابان معاً، قبل أن يتحول مع تعدد البطولات إلى رمز للحب والعاطفة تجاه راقصي السامبا. قرار مفاجئ ظل كلوفيس حتى العام 1990 يعمل صانعاً للبيتزا، قبل أن يقرر وبشكل مفاجئ السفر لتشجيع منتخب بلاده الذي خسر وقتها أمام المنتخب الأرجنتيني، الأمر الذي جعله يصر على مواصلة المشوار في دعم المنتخب البرازيلي في جميع بطولات كأس العالم كما يبين ابن الراحل فرانك. يضيف فرنانديز الابن «عاد والدي إلى المنزل حزيناً يومها ليطلب مني ضرورة تعلم اللغة الإنجليزية، حتى أتمكن من العمل مترجماً خاصاً بالنسبة له في النهائيات التي ينوي حضورها». وبالفعل هذا ما حصل في عام 1994، حيث انتقل الأب وابنه إلى مدينة لوس أنجلوس الأمريكية لحضور نهائيات كأس العالم التي نظمتها الولايات المتحدة الأمريكية، والتي نجح المنتخب البرازيلي في الفوز بلقبها في واحدة من أعظم الأحداث في تاريخ كرة القدم البرازيلية منذ 24 عاماً وقتها. ويبين فرانك أن اللقب كان بمثابة الرابط الذي وثّق علاقة فرنانديز بالمنتخب البرازيلي «كنا نرغب في حضور جميع البطولات الدولية حتى دورة الألعاب الأولمبية، حيث زرنا معاً نهائيات كأس العالم ست مرات، لكن في الواقع حضر أبي سبع بطولات، سأتمكن من معادلة رقمه عبر كأس العالم الجارية في روسيا». وتابع «انضم إلينا عبر تلك الرحلات الطويلة الكثير من عشاق كرة القدم أمثال غوستافو الذي يملك في رصيده أربع بطولات كأس عالم، كاريني ومارغوري اللذين زارا دورة الألعاب الأولمبية». وأضاف «أنا متحمس جداً للنهائيات الحالية في روسيا، لكن في الوقت ذاته أشعر بالحزن، إذ سيكون المونديال الأول من غير والدي، وهو ما لا يمكنني وصفه بالكلمات، سأفتقده جداً». تأثير اللقب ارتبطت شهرة كلوفيس بنسخة كأس العالم التي طالما حملها في النهائيات كما يوضح فرانك «الكأس الأصلية تخزن في المتاحف، ولا تخرج إلا كل أربعة أعوام، أما هذه النسخة التي كنا نحملها فهي للجميع». وأضاف «هذه الكأس جلبت الكثير من الحظ لنا وللمنتخب البرازيلي، لكن بالنسبة لي فإن البطولة الأكثر تأثيراً في حياتي كانت نهائيات 1994 عندما قمنا برحلتنا الأولى برفقة الكأس إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وعدنا بالكأس الأصلية، إذ تمكن المنتخب البرازيلي من تحقيق اللقب الرابع في تاريخه وقتها». ويعد لقب 94، الذي جاء بعد طول انتظار وتحديداً منذ العام 1970، بداية عودة العملاق البرازيلي لتسيّد الساحة الكروية في العالم كما يبين فرنانديز، الذي لم يكن قد تجاوز الـ 14 من عمره وقتها «كان عمري 14 سنة، لكن الأمر كان حماسياً للغاية، خصوصاً أنني طالما رغبت في السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لتأتي الزيارة بتلك الطريقة والعودة متوجين بلقب كأس العالم». وتابع « في ذلك اليوم تطلع أبي إلى وجهي وأخبرني بأن هناك حدثاً واحداً فقط جعله أكثر الناس سعادة في العالم وهو ولادتي، وأضاف أنه سيتذكر ذلك إلى الأبد». سحر المونديال يرى فرانك، الذي يتنبأ بمحو الصورة الهزيلة التي ظهر عليها المنتخب البرازيلي في نهائيات كأس العالم 2014، أن السقوط أمام المنتخب الألماني علّم البرازيليين درساً لن ينسوه «تلك المباراة كانت بمثابة أحد الدروس الكثيرة التي تلقاها المنتخب البرازيلي في تاريخه الطويل، مثل السقوط أمام الأوروغواي في مونديال 1950 في الدقيقة الأخيرة، والخسارة أمام فرنسا عامي 1986 و1998». وأردف «قلت دائماً إنه ربما لن تفهم الشعوب التي تستضيف كأس العالم سحر هذا الأمر إلا بعدما يعيشوا تلك الأجواء، إذ سيبدأ الجميع في استشعار ذلك السحر الفريد مع تلاقي الثقافات من جميع أنحاء العالم لتتوحد معاً في مكان واحد». وزاد «ما نعرفه عن روسيا أن لديهم ملاعب الجميلة تشعرك بالدفء والمحبة، لكنهم يمتلكون ثقافة مختلفة عنا تماماً نسعى للتعرف إليها من خلال هذه البطولة لنرى كيف تحتفي هذه الشعوب بكأس العالم».