الثلاثاء - 19 مارس 2024
الثلاثاء - 19 مارس 2024

لو كان جبران حياً

لو كان جبران اللبناني حياً ماذا كان سيقول عن حزب الله وإيران ولبنان.. وحسن نصرالله؟! ولد الشاعر المهجري جبران خليل جبران في عام 1883م، أي في زمن الدولة العثمانية التي انتهت في عام 1923م، قبل وفاة الشاعر بعشر سنوات تقريباً، وخلال ولادته وحتى وفاته كان زمنه زمن القضايا المصيرية التي غيرت وجه الشرق الأوسط والعالم الإسلامي. على الرغم من حصول جبران على الجنسية الأمريكية منذ صباه إلاّ أنه ظل معتزاً بعروبته، وبلسانه العربي، فكان أدبه المبدع رسولاً ومرسولاً. كانت مواقف جبران السياسية نقية مثل كلماته التي تعشق الخلود حتى لو كُتبت على صفحة من ماء. وكان من الصعب على الكثيرين تفهم مواقفه السياسية دون الولوج إلى منطقة (نظريات المؤامرة والدين والأسلمة). لقد كان الوصول إلى أغوار الشاعر الماروني لفهمه سياسياً يتطلب تحصيناً من نوع خاص، وشغفاً وحباً حقيقيين. لو وقفنا على أقواله حول الدولة العثمانية التي سيطرت على معظم الدول العربية، لكنها بادت قبل أن يتوفى لاسترعت انتباهنا فهو ينقل المرارة بالرغم من المسافات التي تبعده عنها، يقول: أنا أكره الدولة العثمانية لأني أحب الإسلام وعظمة الإسلام ولي رجاء برجوع مجد الإسلام .. فجبران يرى أن مجد الإسلام عربي ولا بد أن يعود كذلك وإلاّ لما نزل القرآن بلسان عربي، كما قد قال: «أنا أكره الدولة العثمانية لأني أحترق غيرة على الأمم الهاجعة في ظل العلم العثماني»، هذه الغيرة العربية التي تحرق قلب جبران، لا يشعر بها أولئك المخدرون بلقاح الأسلمة الذي بدأت بلاد فارس متمثلة بإيران في إعطائه بعض الشعوب العربية لتعيد كرّة الدولة العثمانية بصورة تخديرية أخرى. [email protected]