الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

«الحوار» .. عيون تتقاسم الحزن وتتبادل الرؤى بنبل إنساني

يتفاعل ثمانية تشكيليين يتحاورون يتلاقحون ويحلمون، يتقاسمون الحزن والشجن ويتبادلون الرؤى في معرض «الحوار» الذي يحتضنه غاليري أيام في دبي، في لوحات تقترب من الصور الفوتوغرافية في الدقة وتدنو من الحلم في الخيال. ويعبر الفنانون المشاركون عن رؤاهم وأفكارهم في لوحات تحمل أسماءهم وهم : روشانك أمينلاهي، محمد عرابي، صادق الفراجي، أفشين بيرهاشمي، خالد تقريتي، صفوان دحول، ثائر هلال، عبدالكريم البيك. ويحفل المعرض الذي يستمر حتى العاشر من سبتمبر المقبل بعشرين لوحة مصممة من خامات متعددة الوسائط، يبرز فيها المشاركون الفكرة الرئيسة للحالة التي يشعرون بتفاصيلها، تشعر وكأن شخوصها يحملون ألماً داخلياً ومعاناة يحاولون كبتها ولكن هيهات. عيون على اتساعها تفيض بحزن خفي وشجن وشغف تبحث عن منقذ أو تستجير بحبيب أو ترنو إلى مجهول. ويستعرض الفنان التشكيلي صفوان داحول عبر لوحاته النساء العابرات في زمان لا مكان لهن فيه، توشحن بالسواد واللون الرمادي يعاتبن الزمان بنبل وترفع، ويبحثن عن أمل لا يعرفن من أين يأتي، ولكنهن ينتظرنه وكأن الريشة تكتب قبل أن ترسم مشهداً رمزياً سيريالياً يفيض بالحكايات. وتكتمل الدائرة الحزينة بمشهد أطفال أيتام فقدوا آباءهم في الحروب وبقوا في المجهول يلهون برغم الخوف الذي يكسو ملامحهم، ويسترون براءتهم بلون أحمر كان أم أزرق، والمهم البعد عن الرمادي الرتيب. وتشكل اللوحات رؤية درامية متسلسلة خالية من النزوات العاطفية حزينة عاتبة، ذات تكوينات أثيرية تعبر عن التجريد المادي أبطالها الأمهات الوحيدات مع الأطفال، أمهات منحهن الرسام ملامح جميلة تبرز في العيون الواسعة والشعر المصفف. من جانبه، يستكمل التشكيلي العراقي صادق الفراجي مشواره الفني مع فن الظل الذي ميزه منذ بدأ مسيرته الفنية في العراق، إذ يعتمد على وضع تساؤلاته وغضبه في الشخوص التي يرسمها باللون الأسود والرمادي والأبيض غير الواضح. ويقدم في المعرض لوحة تحمل اسم حلم، تسرد مآسي الأزمات الاقتصادية والعوز الذي يطول البسطاء المنكوبين بويلات الحروب والقهر والفقر، التي شوهت ملامح الإنسان وقبل ذلك روحه ونفسيته. في المقابل، يجسد التشكيلي السوري عبدالكريم البيك عبر لوحاته معاناة الشعب السوري من ويلات الحروب التي شردت وقتلت وحرمت الأطفال من أسرهم. وأبدع البيك في تجريد المشهد التشكيلي مستخدماً ببراعة الألوان المقطعة والبارزة في مقدمة اللوحة، مثل السكاكين الجارحة. ويجمع الفنان في أعماله عناصر كثيرة ولا يكتفي بمشهد واحد في اللوحة فهو يمزج الأشجار والزهور الشامية، مع المشاهد الدموية لنقاط الدم الموزعة على الحجارة وفراشات تتطاير فوق الدماء، يرمز بها إلى صمود الشعب المتمسك بالحياة والأمل.