الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

القواعد الصحية الصارمة في الصِّغَر وساوس قهرية في الكبر

تعتقد أمهات أن فرض قواعد نظافة صارمة على الأبناء يحافظ على صحتهم، ويحول دون إصابتهم بالأمراض المعدية، حتى تتحول دون قصد إلى أسلوب حياة أساسه الخوف من المرض، يمكن أن ينقلب إلى الإصابة بالوسواس القهري في الكبر. وأوضح أستاذ الطب النفسي الدكتور جلال شربا، أن النظافة الصارمة وتطبيق مبدأ العقاب المستمر، يعتبران سبباً مباشراً لإصابة المراهقين والشباب بالوسواس الحركي القهري، والذي يحتم عليهم تكرار بعض التصرفات بشكل مبالغ فيه. وأشار إلى أن من هذه التصرفات، غسل الأطراف مثل اليد أو القدم لمرات كثيرة حتى تصبح جافة، وتصبح أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الجلدية مثل الإكزيما. وأضاف أن استخدام معقمات الأيدي والمناديل المبلولة، ترفع من احتمال تهيج الجلد وظهور الطفح، كما تؤثر على طبقة الأدمة بشكل مباشر. وأفاد بأن بعض الأشخاص يصيبهم هوس النظافة المنزلية، ويلجأون إلى التعقيم المستمر واستخدام منظفات عدة قد تتسبب بأمراض تنفسية حين استنشاقها، خاصة لاستخدام كميات كبيرة منها والتعرض لها بشكل متكرر. ومن التصرفات القهرية المرتبطة بالنظام الصارم أثناء الطفولة، أشار شربا إلى ميل البعض لإعادة التأكد من إغلاق المنزل أكثر من مرة، إلى جانب القلق المستمر من احتمال ترك أحد المصابيح مضاءً، أو التعرض لتسرب الغاز، كذلك صف وترتيب الأشياء في المنزل بطريقة لا يمكن تغييرها. ولفت الطبيب إلى أن الوسواس القهري مرض يصيب عدداً لا بأس به من الناس، إناثا وذكوراً بدرجات متفاوتة، موضحاً أن الأغلبية يخجلون من مراجعة الطبيب، وتظهر غالباً في مرحلة المراهقة. وعن الإصابة بالوسواس الحركي القهري، عدد شربا بعض أسبابه المتمثّلة في اجترار الأفكار التي تعاود المريض بشكل مستمر، ويحاول التخلص منها دون جدوى، بسبب عوامل وراثية يمكن أن تنتقل إليه من أحد والديه أو بسبب التربية الصارمة. وتتحكم ظروف الحياة الضاغطة على تصرفات الأفراد، وتجعلهم أكثر قلقاً وخوفاً ما ينعكس على حركاتهم ونمط تفكيرهم، خاصة لمن يملكون استعداداً نفسياً للإصابة بالوساوس. وطرح شربا حلولاً للتعافي من الوسواس والمتمثلة في عدم التردد باستشارة الطبيب، الذي يمكن له تقدير الحالة الصحية والنفسية للمريض والسيطرة عليها، إذ يعتبر العلاج الدوائي في بعض الحالات مهماً جداً. ويدعم العلاج السلوكي الدواء الموصوف، وجمع العلاجين معاً يعطي نتيجة أفضل، لكن لا يمكن استبدال أحدهما بالآخر بل يتبع تقدير الطبيب. ونصح شربا الأهل بعدم فرض قواعد صارمة على الأطفال، وترك مساحة منطقية من الحرية لهم فيما يتعلق بالنظافة والنظام والترتيب، والامتناع عن تخويفهم بالمرض أو العقاب.