رئيسة كرواتيا حضور ثري

الحاضر أجمل بمدنيته ورقية وتقنياته، فهو مؤسس شبكة من الارتباطات المتنوعة ومنها انتماء الكيان الإنساني وارتباطه المقدس بحب الوطن، وينعكس هذا التأثير إيجاباً على الروح و تلقائية الشعور واختياراته وحنينه وسمو ذاته ورفعتها، ويضم نوعاً من الحفاوة التي يعيشها داخل أسوار الجماعة، بالإضافة إلى المساواة التي ظلت عهداً قائماً بين الناس ووفاقاً تاماً. فإذا فهم الجميع غاية العاطفة من الحياة تضاءلت الوحشية والمكر والعنف من عقول الناس، فكلما ازدادت الرغبة في الهروب من هذه المسؤولية لن يتحقق التوازن، ويغلب شيء على آخر، ويتعرض الحاضر لكثير من الضغوط، وتعاني المجتمعات من الاستغلال والخوف والمواقف غير العادلة. ورغم تأثر حياة الناس بالعولمة والانتقال من مفهوم المضامين والمقتضى الشخصي إلى عالم أكثر انفتاحاً أيضاً، فهي ثمرة الشعور بالقدرة على استيعاب هذه التطور، والخروج من الخصوصية القديمة إلى الإحساس بمواكبة واقع مغاير، استهلك جزءاً كبيراً من العاطفة والترابط الأسري والاجتماعي. وإن عانى الناس من خيبة ألأمل لبعض الظروف السياسية والاقتصادية، تظل هناك نافذة مشرعة على حقول جميلة تشاهد من خلالها روحاً تواقة للفرح، تمثلت في شخصية رئيسة كرواتيا كوليندا غرابار كيتاروفيتش ومشاركتها منتخب بلادها الفرح، والتركيز على اللاعبين والتقدير الصائب لمؤازرتهم ونقطة الانطلاق إلى المجد والفوز والشهرة والإنجاز، فهي علاقة ترسخ على الصعيد العالمي الترابط بين السياسة والرياضة وحب الوطن. لقد صنع الاستعداد والحماس مجالاً كبيراً لتحقيق الأهداف والوصول إلى المباراة النهائية لكأس العالم في كرة القدم بروسيا، والتي يخوضها منتخب بلادها للمرة الأولى في تاريخه، ومقابلة فرنسا، فحالما تضع الذات في سلوكها الإيجابي، تجد أن غايتها السعادة والفضيلة، وأن الأدوات التي يمكن الاستعانة بها في الروابط الاجتماعية، هي القيمة الأخلاقية التي يحددها التسامي، ويوجد لها أولوية لمعرفة واقع البيئة وإنسانية العقد الاجتماعي، مما يعني إذن أن منظور الإيجابية ينعكس على مطالب الحياة في ضوء مستقبل ذي إمكانية خلاقة مشرقة. وكيتاروفيتش الرئيسة الكرواتية تمثل نقطة الانطلاق إلى نجومية مواقع التواصل الاجتماعي، وأيضاً تألقها المبهر ظهر جلياً في لقاءاتها الرسمية على المستوى الدولي، والاعتزاز بشعار منتخبها، مما أوحى للعالم بالزهو ورفع الكلفة بينها وبين صناع الفوز من اللاعبين، وهذه الصيغة المشتركة سيكون لها بعد عالمي. [email protected]