الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

مطارات ذكية لاستيعاب الركاب

تشهد حركة الملاحة الجوية تسارعاً، فيما باتت بعض المطارات متخمة، ما يفسح المجال أمام التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي من أجل توسيع محطات الركاب فيها افتراضياً، عبر تحسين تدفق المسافرين، من خلال التفاعل مع المستخدمين، وفق مشاركين في معرض فارنبروه للطيران في لندن ويقول رئيس الفرع الأوروبي من شركة «سيتا» المتخصصة في التكنولوجيا والابتكار الرقمي في مجال الطيران سيرجيو كوليلا أن ما لا يقل عن 200 مطار ستعاني عجزاً بنيوياً على تلبية الطلب في العقد المقبل، في حال لم يطرأ أي تغيير على طريقة تشغيل المطارات. ويشير كوليلا إلى أن عدد المسافرين سيتضاعف بحلول عام 2036 على أبعد تقدير نتيجة ازدياد أفراد الطبقة المتوسطة في البلدان الناشئة، ونمو الطيران المنخفض التكلفة والرحلات المباشرة. وتعاني مطارات رئيسة لا سيما في أوروبا مثل فرانكفورت وهيثرو في لندن، من التخمة مع إمكانية توسع محدود بسبب ضيق المكان أو لاعتبارات بيئية. وتهدف التكنولوجيا الرقمية إلى تجنيب المسافرين الوقوف في طوابير طويلة، واستيعاب العدد الأكبر من الركاب وإدارة أفضل للمكان المتاح. وهناك طيف واسع من التطبيقات التكنولوجية في مجال الطيران تستخدم في عمليات تسجيل الركاب عبر الإنترنت أو من خلال أجهزة منصوبة في المطار وهي منتشرة كثيراً، والصعود البيومتري إلى الطائرة مروراً بإيداع الأمتعة الأوتوماتيكي وإتمام عملية التحقق من جوازات السفر آلياً، وتولي روبوتات ركن السيارات. وتفيد شركة سيتا بأن تجهيزات الخدمة الذاتية متوافرة راهناً في أكثر من 20 في المئة من مطارات العالم. ويوضح الخبير في النقل الجوي في شركة وإيفستون جان - باتيست نو، الذي شارك في إعداد دراسة بعنوان «محطة ركاب الغد» أن الشركات الناشئة تزخر بالابتكارات والتكنولوجيا متوافرة، لكن يبقى تحديد الاستخدامات الأنسب واعتمادها. ويشدد نو على أن الجميع يحلم بجهاز على شكل نفق يمسح الركاب وأمتعتهم من دون أن يحتاجوا إلى التوقف، إلا أننا لا نزال بعيدين عن هذا الأمر بسبب تعقيدات عمليات التدقيق الضرورية في هذا المجال. تدرس بعض المطارات إمكانية متابعة المسافر من خلال الهاتف الذكي على صعيد التنقل في المطار، فمن خلال الاتصال بتطبيق أو بواسطة لواقط موزعة في المطار، يمكن تحديد مكان المسافر لتزويده في الوقت الحقيقي معلومات تخصه مع إعادة توجيهه في حال حصول تغيير في بوابة الصعود إلى الطائرة أو في حال ضل طريقه. ومن التطبيقات الأخرى التي تندرج في إطار الذكاء الاصطناعي، استباق عواقب أوضاع مرتبطة بأحداث خارجية مثل الأحوال الجوية والإضرابات والازدحام المروري، ما يسهم في تحسين تدفق الركاب من خلال توفير المعلومات لهم وتوجيههم. وتقفي المسافر رقمياً بهذه الطريقة يوفر كذلك فرصاً لتحقيق مداخيل إضافية. وتفيد أرقام صادرة عن مجلس المطارات الدولي بأن الرسوم التي تدفعها شركات الطيران إلى المطارات تراجعت في عام 2015، ولم تعد تشكل سوى 55 في المئة من عائدات المطارات. في المقابل، ارتفعت عائدات النشاطات غير الملاحية من متاجر ومواقف سيارات والمطاعم لتشكل 45 في المئة من مداخيل المطارات، حيث يخوض مسؤولو إدارة المطارات في مختلف أنحاء سباقاً لجمع بيانات ثمينة جداً عن كل طائرة وتحليلها واستغلالها في زيادة الإيرادات. وعلى المدى الطويل قد تتطور التجارة في المطارات إلى نوع من صالات عرض رقمية يمكن للزبائن أن يقوموا بطلبياتهم على جدران رقمية تفاعلية على أن يتم توصيل ما طلبوه إلى بوابة الصعود إلى الطائرة أو إلى منازلهم. وتعتبر محطة الركاب الرابعة في مطار شانغي في سنغافورة التي دشنت قبل عام تقريباً الأكثر تطوراً في هذا المجال مع إتمام المسافر كل الإجراءات في المطار مع غياب شبه تام للعنصر البشري.