رقص على إيقاع الخطر

قصة حب فاشلة كانت السبب في الظاهرة التي اجتاحت سوشيال ميديا، وأصبح هوس ما زال يقلق الجهات الأمنية في العالم أجمع. كثيرون يرددون أغنية «كيكي» للمطرب الكندي أوبري دريك غراهام، المعروف باسم (دريك)، ولكن الأغلبية العظمى منهم لا تعرف من هي كيكي، ولا السبب في انتشار هذه الرقصة أو التقليعة التي اجتاحت العالم. «كيكي» فتاة حقيقية، ومغنية وممثلة كندية تدعى «كيشيا تشانت»، وتعيش في تورنتو، وورد ذكر اسمها في الأغنية باعتبارها الحبيبة الأولى للمغني دريك منذ المراهقة، إلا أنه انفصل عنها فيما بعد. وتتطلب المشاركة في التحدي الرقص خارج السيارة على كلمات أغنية «إن ماي فيلينغ»، ولكن الغريب في الأمر أن فيديو كليب الأغنية لا يتضمن أي رقصة استعراضية، والتي سرعان ما تحولت إلى تحدٍّ جنوني. اقرأ أيضاً .. بحيرة البجع في شوارع مكسيكو سيتي الشرارة الأولى لكن من أين انطلقت شرارة «كيكي»؟ يجيب عن هذا التساؤل الفيديو الذي نشره الممثل الكوميدي الاستعراضي شيغي، الذي يعتبر أول من أطلق هذا التحدي، بعد أن نشر المقطع وهو يرقص على أنغام الأغنية، وذلك في 30 يونيو الماضي، وقد لاقى الفيديو انتشاراً كبيراً، وتخطى عدد مشاهداته ستة ملايين عبر حسابه على موقع إنستغرام. «هذه المشاعر غير النظيفة .. سأكون صادق معها .. كيكي هل تحبينني، هل ستركبين معي؟ .. قلت إنك لن تتركيني أبداً .. لأنني أريدك، واحتاجك .. وأنا جاهز دائماً من أجلك»، تلك هي بعض كلمات الأغنية التي أشغلت العالم، وجعلت الملايين يتحدون الممثل شيغي، إذ نشر نحو 150 ألف فيديو في أقل من أسبوع ومعظمهم من الشباب الذين استخدموا هواتفهم المتحركة لتصوير مقاطع استعراضية، وسرعان ما اعتبر هذا التحدي خرقاً لقوانين السير في دول عدة. كيكي والمشاهير السبب الرئيس وراء انتشار تحدي كيكي يعود إلى تقليد عدد من المشاهير والنجوم للممثل شيغي، وكان أبرزهم الممثل ويل سميث الذي أدى التحدي على جسر بودابست محذراً متابعيه من تقليده. ومن ثم انتقلت حمى كيكي إلى العالم العربي، حيث رقصت عليها الفنانتان دينا الشربيني وياسمين رئيس، كما تصدر هاشتاغ تحدي الرقصة الترند على مستوى العالم والمنطقة العربية في القلب منه. اقرأ أيضاً .. شوقافة ولكوري في مهرجان جرش انتقادات أمنية حذرت جهات أمنية عدة على مستوى العالم من المشاركة في تحدي رقصة كيكي، الذي يوصف بالقاتل، مغلظة العقوبات على المشاركين بعد تعريض الآخر لحوادث مرورية قاتلة، نظراً إلى مخالفتهم اللوائح المنظمة لقواعد السير والمرور. شباب يبحث عن البهجة وأرجعت الاستشارية النفسية والعائلية الدكتورة هالة الأبلم انتشار الرقصة إلى حالة الفراغ التي يعيشها الشباب، ودفعتهم إلى الانسياق وراء أي شيء جديد يبعث على البهجة والسرور، بغض النظر عن تأثيراته السلبية، كما أن اعتراض الناس عليها دفع الشباب إلى تقليد التحدي لإثبات الذات. واعتبرت التحدي الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي شكلاً من أشكال البهجة التي يبحث عنها الشباب بأي وسيلة كانت، لا سيما أن طفرة استخدام سوشيال ميديا قرّبت المسافات بين الناس، ما سهل من سرعة تداول المقاطع المصورة للفيديوهات والأغاني. وأكدت الأبلم أن «كيكي» تقليد أعمى لا يعدو أن تكون موضة مؤقتة سرعان ما ستختفي، وكل ذلك بسبب ضعف الانتماء للهوية.