الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

كتب سامة في جامعة دنماركية

عثر موظفو مكتبة في جامعة دنماركية في العاصمة كوبنهاغن على طبقة من الطلاء الأخضر التي تحتوي على الزرنيخ في ثلاثة كتب قديمة يعود تاريخها إلى القرون الوسطى. وأوضح أمين مكتبة الأبحاث في جامعة جنوب الدنمارك كاير لوند راسموسن، والذي يشغل أيضاً منصب أستاذ مشارك في الفيزياء والكيمياء والصيدلة في الجامعة ذاتها أنه عثر على هذه الكتب التي تحتوي مادة الزرنيخ السامة بينما كانوا يعيدون ترتيب الكتب القديمة، حسب تقرير لموقع ساينس نورديك النرويجي. ويتذكر الكثيرون الكتاب القاتل لأرسطو الذي سبق للروائي الإيطالي أومبرتو إيكو أن وظف قصته في رواية نشرها عام 1980 تحت عنوان «اسم الوردة»، والتي تحكي قصة أحد الرهبان الذي طلى كتاباً مهماً بمادة سامة، ما أسفر عن مقتل جميع القراء الذين كانوا يلعقون أصابعهم عند تدوير الصفحات السامة. ووجد خبراء المكتبة في الجامعة الدانماركية ثلاثة كتب نادرة تدور حول مواضيع تاريخية مختلفة تحتوي على مادة الزرنيخ على أغلفتها، وهي كتب ترجع إلى القرنين السادس عشر والسابع عشر. ونجح الخبراء بعد ذلك في إثبات سمّية الكتب عن طريق إجراء سلسلة من التحليلات باستعمال الأشعة السينية XRF، حيث تعرض هذه التقنية الطيف الكيماوي للمادة المدروسة عن طريق تحليل الإشعاع الثانوي المميز المنبعث منها. وأرجع الباحثون السبب في تحويل هذه الكتب النادرة إلى مختبر الأشعة السينية إلى أن المكتبة كانت قد اكتشفت سابقاً أن أجزاء من مخطوطات العصور الوسطى، مثل نسخ القانون الروماني والقانون الكنسي، كانت توظف مادة الزرنيخ لصنع أغلفة متينة لها. واستبعد الباحثون أن تكون الكتب السامة قد تم تسميمها بشكل عمدي، مرجحين فكرة استخدام مادة الزرنيخ في حفظ الكتب وجعلها أكثر قدرة على مقاومة الرطوبة وعوامل الزمن. وأكد الباحثون أن الكتب تحتوي نصوصاً مكتوبة باللغة اللاتينية، حيث وجدوا صعوبة بالغة في قراءتها بسبب طبقة الطلاء الأخضر الذي يحجب الحروف المكتوبة بخط اليد القديمة.